ثورة أون لاين – ترجمة: ختام أحمد:
منذ مقتل جورج فلويد على يد ضابط شرطة مينيابوليس في 25 أيار، خرج الأمريكيون الغاضبون إلى شوارع كل المدن الأمريكية احتجاجًا على ذلك، وتم نشر صور ومقاطع فيديو للشرطة وهي تستخدم القوة ضد المتظاهرين السلميين على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى اعتقال آلاف الأشخاص، ودهس العديد منهم بسيارات الشرطة دون رحمة، ونشرت قوات الحرس الوطني في جميع أنحاء البلاد لفرض حظر التجول، وأصدر الرئيس دونالد ترامب العديد من البيانات التي أثارت جدلاً كبيرًا، مثل الوعيد “عندما يبدأ النهب ، يبدأ إطلاق النار”.
يتطلع الناس في جميع أنحاء العالم إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية للحصول على المعلومات والإدانة، أو أي خبر عن انتهاك حقوق الإنسان في أمريكا، ومع ذلك فإن منظمة حقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش” إلى الآن صامتة دون أي تعليق على القتل العنصري في أمريكا، وأي شخص يزور موقع هيومن رايتس ووتش على الإنترنت بحثًا عن أي معلومة أو إدانة فلا يمكنه العثور على اسم جورج فلويد في تقارير المنظمة ؟؟!!!!
إن صمت المنظمة الأصم عما يجري في أمريكا هو أكثر حيرة، و بالنظر إلى التقارير التي أصدرتها المنظمة على مدى الأيام السبعة السابقة – نلاحظ ما يلي :” وحشية الشرطة ضد المتظاهرين المناهضين للإغلاق في الإكوادور، وحكم الإعدام في سنغافورة، وأحكام رعاية الدولة لعمال تعبئة اللحوم في ألمانيا”، واعتبرت جميعها موضوعات بارزة للنشر بشكل مناسب.
يبدو أن منظمة هيومن رايتس ووتش تغض الطرف عن الأزمة الإنسانية التي تحدث في شوارع الولايات المتحدة ربما لن يكون هذا مفاجئًا لأن الصمت الذي تنتهجه المنظمة ما هو إلا تأييد لانتهاك حقوق الإنسان في أمريكا.
تأسست المنظمة في عام 1978، وكانت تسمى آنذاك ” ساعة هلسنكي”، وعكس عنوانها الأصلي أهدافها المسيسة للغاية وسبب وجودها لصالح أمريكا، وأُنشئت هذه المنظمة على وجه التحديد لرصد امتثال الاتحاد السوفياتي آنذاك والكتلة الشرقية لاتفاقات هلسنكي لعام 1975، وسعت بشكل صريح إلى تشويه صورة الحكومات من أجل التأثير على الرأي العام وسياسة الحكومة.
في عام 2009 أوضحت إدارة باراك أوباما المنتخبة حديثًا وقتذاك أنها لن تتخلى عن سياسة عهد بوش المتمثلة في ” الممارسة غير القانونية لاختطاف الأفراد المشتبه في تورطهم أو ارتباطهم بجماعات إرهابية، ونقلهم إلى مواقع سوداء للتعذيب الوحشي ” .
أدت هذه الاستراتيجية إلى إنشاء العديد من الحملات المخصصة والمناهضة لهذه الأعمال، و لتقديم دعم قانوني مجاني لهؤلاء الضحايا الذين لا حصر لهم، ولم تبد المنظمة أي قلق من هذه الإجراءات القسرية، حيث ذهب مدير المنظمة في واشنطن آنذاك توم مالينوفسكي إلى حد القول: ” في ظل ظروف محدودة واستثنائية ” فإن عمليات الخطف السرية والتعذيب والوحشي هي شرعية ” لأنهم يريدون تحصين أنفسهم وبناء أبراج محصنة ؟؟ !!!
عيّنت ادارة اوباما مالينوفسكي كمساعد لوزير الخارجية للديمقراطية وحقوق الإنسان، وقد أثمرت مساعيه بعد أربع سنوات عندما جلس في اجتماع البيت الأبيض وناقش مع الرئيس آنذاك وقدم خطته في استعمال طيارات بدون طيار من أجل الاغتيالات خارج نطاق القانون والقضاء ، وهذا أدى إلى قتل الكثير من الأبرياء من نساء وأطفال، وبعد فترة وجيزة كانت الولايات المتحدة تتداول علناً فيما إذا كانت ستشن غارات جوية في سورية في انتهاك مباشر لميثاق الأمم المتحدة وبموافقة من مدير منظمة هيومن رايتس ووتش “كينيث روث” على تويتر حيث قال : إن “القصف رمزي وسيكون كافياً” .
الروابط العميقة بين هيومن رايتس ووتش وأمريكا وشركاتها الكبرى يبدو أنها أكبر من كل القيم الإنسانية والأخلاقية.
وأخيرا.. اتصلت سبوتنيك بـ هيومن رايتس ووتش للحصول على بيان ورأي المنظمة حول مقتل جورج فلويد والاحتجاجات والقتل العنصري في كامل المدن الأمريكية، وإلى الآن لم يأت الرد .. .. ولن يأتي !!!!!!!
سبوتنيك إنترناشيونال