الثورة – أسماء الفريح :
حذرت الأمم المتحدة من أن الهجمات على العاملين في المجال الإنساني تشكل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني, داعية إلى حمايتهم وتقديم الجناة إلى العدالة وخاصة أن جهود عمال الإغاثة تمثل شريان حياة للمحاصرين في النزاعات والكوارث.
ونقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة قوله في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني إن الهجوم على العاملين في المجال الإنساني هو هجوم على الإنسانية، مؤكدا أنهم شريان الحياة الأخير لأكثر من 300 مليون شخص محاصرين في الصراعات أو الكوارث.
وحذر غوتيريش من أن ينبوع تمويل هذا الشريان آخذ في النضوب، وأن الهجوم على من يقدمون المساعدة الإنسانية يتزايد.
وذكَّر بأنه في العام الماضي، قُتِل نحو 390 شخصا من العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم – وهو رقم قياسي في ارتفاعه – من غزة إلى ميانمار مرورا بالسودان وأماكن أخرى, مشيرا إلى أنه يتم تجاوز الخطوط الحمراء دون أن ينال متجاوزوها أي عقاب، رغم أن القواعد والأدوات موجودة، لكن ما ينقصنا هو الإرادة السياسية والشجاعة الأخلاقية.
ودعا إلى تكريم قتلى الواجب الإنساني باتخاذ إجراءات لحماية كل عامل في المجال الإنساني والاستثمار في سلامته، ووقف الأكاذيب التي تزهق الأرواح، وتعزيز المساءلة وتقديم الجناة إلى العدالة، وإنهاء تدفقات الأسلحة إلى الأطراف التي تنتهك القانون الدولي, كما حث على المبادرة إلى العمل من أجل الإنسانية.
من جانبه, قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” إن “الرقم القياسي الجديد الصادم الذي بلغ 383 عامل إغاثة قُتلوا في عام 2024 يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار لحماية جميع المدنيين في النزاعات والأزمات، ولإنهاء الإفلات من العقاب.”
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى الرقم القياسي الصادم للقتلى من عمال الإغاثة فقد أصيب 308 من العاملين في المجال الإنساني، واختطف 125 واعتقل 45 آخرين في نفس العام.
وأوضح أن ارتفاع وفيات عمال الإغاثة بنسبة 31% مقارنة بعام 2023 يعود إلى الحرب المتواصلة في غزة، حيث قُتل 181 عاملا إنسانيا، وفي السودان، حيث فقد 60 شخصا حياتهم.
ونبه إلى أن الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025 لم تظهر أي مؤشر على تراجع هذا الاتجاه المقلق، حيث قُتِل 265 عامل إغاثة حتى الـ 14 من آب الجاري.
وقال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ: إن “الهجمات بهذا الحجم، دون أي مساءلة، تعد إدانة مخزية للتقاعس واللامبالاة الدوليين.. وبصفتنا مجتمعا إنسانيا، نطالب مجددا أصحاب السلطة والنفوذ بالعمل من أجل الإنسانية، وحماية المدنيين وعمال الإغاثة، ومحاسبة الجناة”.
وشدد المسؤول الأممي على أن العنف ضد عمال الإغاثة ليس حتميا، “ويجب أن ينتهي”.
وتحيي الأمم المتحدة اليوم العالمي للعمل الإنساني في الـ19 من آب من كل عام في ذكرى مقتل 22 شخصا من العاملين في مجال الإغاثة – منهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق – في الهجوم على فندق القناة في بغداد عام 2003.
وبعد مضي خمس سنوات، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بإعلان هذا اليوم يوما عالميا للعمل الإنساني.
وفي كل عام، يركز اليوم العالمي للعمل الإنساني على موضوع، حيث تتضافر جهود الشركاء على امتداد المنظومة الإنسانية للدفاع عن بقاء المتضررين من الأزمات ورفاههم وكرامتهم، ولصون سلامة عمال الإغاثة وأمنهم.