أين وصلت القضية الفلسطينية بعد عامين من الإبادة الجماعية في غزة؟

الثورة- ترجمة هبه علي:

مع دخول الحرب على غزة عامها الثالث، قتلت “إسرائيل” ما لا يقل عن 70 فلسطينياً خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو ما يزيد حصيلة القتلى التي وصلت إلى نحو 67 ألف شخص، ولكن من المرجح أن يكون هذا العدد أعلى عدة مرات في الواقع.

وسقط معظم القتلى هذا الأسبوع في مدينة غزة التي تعاني من المجاعة، إذ شنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً متجدداً، ما دفع السكان إلى الجنوب، واستهدف مخيماً للنازحين في المواصي، وهي منطقة “آمنة” مخصصة.

إن هذه الأرقام المروعة تسلط الضوء على كيف أن الذكرى السنوية الثانية للحرب الإسرائيلية التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها إبادة جماعية تأتي في خضم تكثيف العمليات العسكرية، وتعميق الانهيار الإنساني، والدبلوماسية عالية المخاطر.

وتُعد خطة السلام المكونة من 20 نقطة، والتي أعلن عنها الرئيس الأمبركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، المبادرة الدبلوماسية الأكثر أهمية حتى الآن لإنهاء الحرب، لكن لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين.

وتقول “إسرائيل”: إنها تؤيد الإطار، لكنها أصرت على إدخال تعديلات في اللحظة الأخيرة، في حين أشارت حماس إلى موافقتها المشروطة على بعض الأحكام و”التفاوض” على أحكام أخرى.

يتفق المحللون الفلسطينيون من مختلف ألوان الطيف السياسي على أن هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023 كان لحظة محورية حطمت الافتراضات، وكشفت عن هشاشة النظام الدولي والإقليمي، الذي سعى إلى دفع القضية الفلسطينية إلى الهامش، لكنهم يشددون أيضاً على التكلفة، فقد قُتل أكثر من 67 ألف فلسطيني، وجرح واعتقل عشرات الآلاف، ودمرت أحياء بأكملها، واستخدم التجويع كسلاح حرب، ما تسبب في مجاعة في جميع أنحاء المنطقة المحاصرة.

وقد وصفت جماعات المساعدة الإنسانية والخبراء القانونيون، ومؤخراً تقرير للأمم المتحدة، حرب إسرائيل بأنها إبادة جماعية.

وفي ظل الجهود الدبلوماسية المستمرة، تظل مدينة غزة تتعرض لهجوم مكثف، كما دفعت أوامر النزوح الجماعي المدنيين إلى النزوح جنوباً إلى مناطق مكتظة بالسكان مع تفشي المجاعة وانهيار البنية التحتية.

وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو نصف مستشفيات غزة لا تعمل إلا جزئياً، في حين تحذر منظمة أطباء بلا حدود من أن نقص الوقود يهدد العناية المركزة لحديثي الولادة والجراحة.

وقال الباحث السياسي ومدير مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية هاني المصري: إن العامين الأخيرين من الحرب كانا بمثابة “خسارة كبيرة دفعت من دماء وأجساد الشعب الفلسطيني”.

استراتيجياً، كشفت عملية حماس في 7 تشرين الأول عن نفاذية الردع الإسرائيلي، وهي نقطة تحول يرى المحللون أنها ذات تداعيات على مكانة “إسرائيل” الإقليمية وتماسكها الداخلي، لكن رداً على ذلك، سارعت “إسرائيل” إلى تبني عقيدة عسكرية قد تقضي على القضية الفلسطينية.

ويقول المصري: “إن “إسرائيل” احتلت غزة، وزادت من وتيرة التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وتعمل على تنفيذ مخطط الضم والتوسع في الضفة الغربية بهدوء، إذ أعلنت عدة مرات عن نيتها ضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها”، وإن أحداث السابع من تشرين الأول مزقت، على الصعيد العسكري، الافتراضات الأمنية الأساسية حول الصراع.

وأضاف المصري:«إن طوفان الأقصى كشف أن نظرية الردع الإسرائيلية قابلة للاختراق، وهذا يؤثر على مكانة “إسرائيل” ودورها المستقبلي في السياسة العالمية وتماسكها الداخلي».

وتواجه “إسرائيل” اليوم أزمات داخلية وخارجية، مع تصاعد الخلافات بين الحكومة والمؤسسة العسكرية والمعارضة السياسية، بالإضافة إلى المظاهرات العامة المعارضة لسياسة الحكومة.

وتتفاقم هذه الانقسامات بالتوازي مع الضغوط الدبلوماسية والقانونية الدولية، إذ تعمل منظمات حقوق الإنسان وهيئات الأمم المتحدة على توثيق جرائم الحرب وسط تصعيد العمليات البرية والإخلاء الجماعي في مدينة غزة.

يقول مدير مركز دراسات القدس أحمد رفيق عواد: إن النقطة الأساسية ليست مقارنة المكاسب بالخسائر، بل الاعتراف بمرحلة طويلة من النضال من أجل التحرير الوطني ضدّ “إسرائيل”، والتي يشكل السابع من تشرين الأول جزءاً منها، مضيفاً “لقد خسرنا انتفاضات عديدة منذ عشرينيات القرن الماضي، لأننا نواجه عدواً قوياً للغاية مدعوماً من قوى إمبريالية، بينما نحن معزولون وضعفاء ولا نملك أي دعم أو عمق استراتيجي”.

وأوضح عواد أن القضية الفلسطينية تجد صدى الآن في الشوارع الأوروبية، إذ خرجت مسيرات نهاية الأسبوع في برشلونة وروما ولشبونة ولندن تدين الحرب وتطالب بوقف إطلاق النار، مع الإبلاغ عن مئات الاعتقالات في المملكة المتحدة، وهي علامة أخرى على أن الرأي العام قد تحول بطرق يتعين على الحكومات الآن التعامل معها”، مؤكداً أن العامين الماضيين أجبرا العالم على إعادة التعامل مع القضية الفلسطينية، ويقول: “إن السابع من أكتوبر كان زلزالاً حقيقياً على كل المستويات، في الوعي والسياسة والجغرافيا”.

المصدر- New Arab

آخر الأخبار
تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً ليست مجرد أداة مالية.. القروض المصرفيّة رافعةٌ تنمويّةٌ بعد غياب أربعة أيام.. التغذية الكهربائية تعود لمدينة جبلة وريفها حدائق حمص خارج الخدمة.. والمديرية تؤكد على العمل الشعبي سوريا في صلب الاهتمام والدعم الخليجي - الأوروبي