ثورة أون لاين-آنا عزيز خضر:
“نكون أو لانكون”.. عبارة لطالما ترددت من أجل أن يثبت الإنسان كينونته.. من أجل أن يحقق ذاته في الحياة. لكن، في مثل ظروف الحرب التي نعيشها وأوجعتنا، والأوبئة التي عزلتنا وغرّبتنا، كيف بإمكان الإنسان أن يقولها؟..
إنها المقولة الأشهر، والتي تدفع الإنسان باتجاه كل ماهو أفضل في الحياة، فكيف يمكن إسقاطها على إنسان يعيش الحرب والدمار والموت والنزيف، وظروف القلق والخوف من المستقبل؟!.
ترى أي آفاق يمكنها أن تنطلق إليها، لطالما بات كلّ من حولنا يشعر وكأنها حديث في العدم؟….
كل هذا جُسّد في “حديث الفراغ”.. النص المسرحي الذي هو من تأليف “مالك قرقوط” والذي سبق لعرضه أن حصل على جائزة النص المسرحي في “مهرجان الشباب المسرحي” بالقاهرة.. أيضاً، الذي حدثنا كاتبه عن إسقاطاته وعلاقته بالواقع قائلاً:
“المسرح العبثي كان الأنسب لموضوع النص، وظهر فيه التركيز على تكثيف الزمان.. لا، بل جعل العمل من الزمان هو اللحظة الساكنة التي تدور الأحداث حولها، والنص يبحث عن السعادة التي فقدت بين زوجين بسبب الحرب، وهو عبارة عن لوحة محترقة في أعقاب أحد الحروب المستمرة، عبر الخلفية الذهنية لشخصياته.
السؤال الذي يطرحه النص فهو: “هل هناك ما يستحق كل هذا العناء؟ هل هناك مايستحق أن نترك من نحب من أجل ظرف لاعلاقة لنا به؟”..
في النص، مزيج من الانفعالات والتحولات لتكوين لوحة كاملة، ولقد كانت بطولته المطلقة لرجل وأنثى، يتناغيان ليطرحا كل مشاكلهما النفسية والحياتية عبر حوار، استطاعت فيه الموسيقا واللوحات التمثيلية المرسومة، أن تحول مشكلة البطل الخاصة إلى مشكلة تدور في المنطقة بشكل عام، لتكون المشكلة الحقيقية هي “البترو دولار” الذي بدأ يلعب الدور الرئيسي في حياة الناس..
تنتهي المسرحية بعبارة “نكون أو لا نكون” وهي العبارة التي باتت في هذا الزمن كما صورها النص، باتت عبارة عن حديث في الفراغ”.