ثورة اون لاين – ادمون الشدايدة:
بعد سلسلة الهزائم التي تلقاها الكيان الصهيوني ومشاريعه التوسعية على يد محور المقاومة، تلهث الولايات المتحدة الأميركية لحماية هذا الكيان الغاصب وتثبيت وجوده غير الشرعي على خارطة المنطقة بعد شطب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وذلك عبر تشجيعه على الاستمرار في جرائمه وانتهاكاته، والتسريع بوتيرة الضم اللامشروع للأراضي العربية المحتلة وجعلها تحت سيطرة العدو الإسرائيلي تمهيداً لتطبيق ما يسمى صفقة القرن.
فالمخطط الأميركي والإسرائيلي كما ورد في “صفقة القرن” يقوم على إلغاء حقوق الفلسطينيين، وجعل مدينة القدس عاصمة أبدية للاحتلال، وبالتالي تهجير الفلسطينيين إلى خارج أحياء المدينة وما يتبع ذلك من مصادرة أملاكهم وأرزاقهم.
ومن هنا فإن العدو الإسرائيلي بنزعته الاستعمارية يسعى لاستكمال خطة ترامب، وبالتالي يواصل رفع منسوب إجرامه عبر تكثيف عملياته الاستيطانية التهويدية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن محاسبته على انتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.
وفي هذا السياق كشفت تقارير جديدة أن سلطات الاحتلال انتقلت من عمليات توسيع المستوطنات إلى التوسع في شق الطرق الاستيطانية وإغلاق مداخل بلدات في الضفة الغربية المحتلة لعزلها عن بعضها، فيما يتم الربط بين المستوطنات لتنفيذ مخططات الضم التي نصت عليها “الصفقة” المشؤومة الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
لكن بحسب المتوقع والمرجح فإن السيناريوهات التي ستلي الضم تبدو مقلقة لكيان الاحتلال الإسرائيلي خاصة في حال انزلقت الأمور في الضفة الغربية والمدن الفلسطينية إلى انتفاضة شاملة، إضافة لما قد تشهده تلك الإجراءات من مقاومة منقطعة النظير لاسيما وأن المقاومة الفلسطينية قد اكتسبت قدرات كبيرة تؤهلها لتحقيق مزيد من الانتصارات وبالتالي هزيمة مدوية للكيان الإسرائيلي وضرب أوهامه.
إذاً هي محاولات من قبل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو خلال عملية الضم غير الشرعية للهروب من مصيره، وذلك للتخلص من أزمة المحاكمة الموجهة ضده باتهامات كثيرة كالفساد، إضافة لقلقه من احتمالات خروج ترامب من البيت الأبيض وخسارته في الانتخابات المقبلة.
وبحسب محللين فإن نتنياهو أصبح في مأزق كبير مع رسائل وصلته من الإدارة الأميركية تطالبه بالتريث، على خلفية المخاوف من مصير المرحلة القادمة والتي يمكن أن تدخل المنطقة إلى المجهول، إضافة لانتقال بعض مساعدي نتنياهو إلى واشنطن لدراسة الموقف مع العنصري ترامب الذي يفترض أن يعطي الضوء الأخضر لنتنياهو ليبدأ بعملية الضم.