ثورة أون لاين – غصون سليمان:
في كل عام يختار صندوق الأمم المتحدة للسكان شعاراً مكملاً لأبحاث ودراسات ميدانية ترصد واقع السكان فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية والصحية العامة التي تهم السكان على مستوى العالم،
حيث تتعرض مئات الآلاف من النساء والفتيات كل عام تقريباً لممارسات تضرهن نفسياً أو بدنياً أو كليهما، وذلك بالمعرفة والموافقة التامة من أسرهن، وأصدقائهن ومجتمعاتهن، فقد حدد تقرير السكان ١٩ بنداً من الممارسات الضارة التي تم التذكير بها عالمياً، باعتبارها انتهاكات لحقوق الانسان، إذ لا تزال هناك ٣ ممارسات منتشرة على نطاق واسع وهي موضوع زواج الأطفال والاختيار المتحيز لجنس الجنين وموضوع الختان وعواقبه الصحية الضارة.
فتحت عنوان”ضد إرادتي، تحدي الممارسات التي تضر بالنساء والفتيات وتقوض المساواة” أشار الدكتور لؤي شبانة المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان لمنطقة الدول العربية بمناسبة إطلاق تقرير السكان على مستوى للعالم للعام ٢٠٢٠، في الثامن من الشهر الحالي إلى وجوب التركيز والاستثمار في الجانب الاجتماعي، لافتاً إلى أن الأجندة الاجتماعية في الدول العربية لا تحتل الحيز الذي يجب أن تحتله، فهي بحاجة إلى استجابة اجتماعية شاملة تراعى فيها كافة الظروف.
فالأزمة الصامتة والمزمنة للممارسات الضارة وهي جانب مهم في عناوين التقرير تلحظ فيما يخص زواج الأطفال في العالم بين ٢٠٢٠ و٢٠٣٠، ” قد يرتفع العدد إلى ١٣ “مليون حالة زواج أطفال، وأن هناك واحداً من بين كل خمسة أطفال متزوج، فيما ٢٠% نسبة زواج الأطفال قبل سن ال ١٨ ما بين ٢٠٠٥-٢٠١٩ في المنطقة العربية وإذا ما أخذنا على سبيل المثال لا الحصر نسبة الشابات السوريات “النازحات المتزوجات في لبنان، نجد ٤١% تزوجت قبل سن ال ١٨ حتى عام ٢٠١٨، وكذلك السوريات المتزوجات في مخيمات اللاجئين في الأردن ما بين سن ال ١٥-١٨ نسبة ١٢% في بداية الأزمة لعام ٢٠١١.
وبين الدكتور شبانة وفقاً لمعطيات لتقرير أن معدل الالتحاق بالتعليم للمرحلة الابتدائية بالمنطقة العربية لعام ٢٠١٨، ٨٥% ذكور والإناث ٨٣%، ونسبة الذكور في المرحلة الثانوية ٦٤%، والإناث ٥٩%.
وحول عنوان تفضيل إنجاب الذكور بالعالم لوحظ أن هناك ١٤٠ مليون أنثى في عداد المفقودات ما بين عام ١٩٧٠-٢٠٢٠، بسبب الاختيار المتحيز لجنس الجنين أولاً.. والاختيار المتحيز لجنس الجنين بعد الولادة ثانياً.
كما أن هناك من بين كل عشرة أشخاص لديهم بعض التحيز ضد النساء، ما يؤدي عدم المساواة بين الجنسين إلى الممارسات الضارة.
هذا وقد لحظ التقرير نسبة عدد السكان العمرية في العالم والمنطقة العربية، ونسبة النوع الاجتماعي عند الولادة لكل مولود والعمر المتوقع بالسنوات، ونسبة وفيات الأمهات لكل ١٠٠ ألف مولود للعام ٢٠١٧، إضافة لمعدل انتشار وسائل تنظيم الأسرة بين جميع النساء، للفئة العمرية من ١٥-٤٩ عاماً للعام الحالي. وأيضاً معدل المواليد المراهقين لكل ١٠٠٠ فتاة تتراوح أعمارهن بين ١٥-١٩ للعام ٢٠٢٠.