لا يعكس قرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأخير حول سورية، حال معظم مؤسسات ومنظمات المجتمع الدولي التي باتت مطية وأداة للولايات المتحدة لتنفيذ أجنداتها الاحتلالية والاستعمارية فحسب، بل بات يعكس ويؤكد حجم الاستهداف الكبير والممنهج والمنظم للشعب السوري، الاستهداف الذي تتوازعه منظومة الإرهاب والعدوان سواء أكانت مجموعات أو أفراداً، أو كانت دولاً ومنظمات دولية.
المؤكد أن هذا القرار الذي اعتمده المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، هو حلقة في سلسلة الإرهاب والتصعيد الأميركي المتواصل لخلط الأوراق وقلب الطاولة بغية فرض الشروط والإملاءات على الدولة السورية، وهو امتداد للتصعيد الأميركي طوال المرحلة الماضية والذي لا يزال يتواصل بكافة الاشكال والوسائل والسبل، بدءاً من التهديد والتحشيد والضغط، وليس انتهاء بالحصار والعقوبات ومحاربة السوريين في لقمة عيشهم ورغيف خبزهم.
بكافة الأحوال فإن هذا القرار المسيس بامتياز، والمعروف الأهداف والغايات والمآلات أيضاً، لن يضيف إلى المشهد السياسي والميداني بالنسبة لدمشق شيئاً، لجهة عدم قدرته على تغيير وتبديل أي من عناوين وحوامل المشهد التي صاغها ورسمها الشعب السوري بدماء وبطولات وتضحيات أبنائه، لذلك يمكن اعتباره مجهضاً وساقطاً سلفاً، لأنه ليس له أي مرجعية قانونية أو أخلاقية أو مادية، بل على العكس من ذلك، هو متخم بالأدلة والإثباتات والشهادات التي تؤكد تسييسه وضلوع واشنطن بتدبيره وصياغته وتزييفه.
لقد باتت خيارات منظومة العدوان على سورية مفضوحة ومكشوفة الأهداف والغايات، والأهم من ذلك كله أنها باتت تعكس هزيمة وإفلاس أطراف الإرهاب بتغيير المعادلات والقواعد المرتسمة على الأرض.
نافذة على حدث – فؤاد الوادي