تقدم لانتخابات مجلس الشعب الأخيرة مجموعة من الشباب لم تصل أعمارهم إلى الثلاثين عاماً، وقد اعتمدوا منذ لحظة ترشحهم أسلوباً مختلفاً في محاولة الوصول إلى الناس، فلم يعتمدوا الدعاية الانتخابية التقليدية كالصور والمضافات، وإنما وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر قرباً من الشباب، وكذلك الوصول إلى الناس في أماكن سكنهم، فتوجهوا بلقاءات مباشرة إلى القرى والمناطق وفتح حورات ولقاءات مع الناخبين والناخبات ليست فقط عما يطلبونه من مرشحيهم إلى مجلس الشعب، وإنما أيضاً عن قانون الانتخاب وتفاصيله، أي إن هؤلاء الشباب اعتادوا نشر المعرفة القانونية أيضاً ليس عبر اللقاءات المباشرة فقط وإنما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة لنشر تفاصيل القانون، نشروا بياناتهم الانتخابية التي لا تتطلع إلى الحصانة أو المنفعة الشخصية، وإنما أفكار التغيير المجتمعي نحو الأفضل، والشغل الشاغل لنا نحن السوريين هو الوضع الاقتصادي وتردي معيشتنا.
إن هؤلاء الشباب بترشحهم، بدعم من أصدقائهم سواء في الوصول إلى القرى والمناطق، أو بالظهور الحي والمباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يطرحون سؤالاً عن مشاركة الشباب الحقيقية، أين دعم وصولهم إلى أماكن صنع القرار؟ وبالتالي أين دعم طاقاتهم واستثمارها؟
إن إصرار هؤلاء المرشحين الشباب للترشح، رغم عدم توافر المال للدعاية، يؤكد تطلعهم وإصرارهم على المشاركة وأخذ دور في البناء والتغيير، ويعكس ثقتهم بقدراتهم، وهذا يزرع أملاً بإمكانية النهوض بمجتمعنا الذي أنهكته الحرب، وأتى عليه الفساد الإداري، لكن هل هناك من يرعى ويدعم هذا الأمل؟.
عين المجتمع -لينا ديوب