الثورة أون لاين – ميساء الجردي_عادل عبد الله:
تعتبر برامج التوعية التي تبثّها وزارة الصحة والمنظّمات العالمية ووسائل الإعلام الرسميّة وغيرها من الجهات المعنية للمجتمع والأفراد للوقاية من فيروس كورونا أهم سلاح في مواجهته والحدّ من انتشاره خلال الفترة الحالية والقادمة، انطلاقاً من أنه لا جدوى من وجود علاج طبي إن لم يرافقه وعي مجتمعي متمثل بالتباعد والحجر المنزلي والإعلان عن الإصابة واستخدام الكمامة.
فقد أكد المشاركون في ورشة العمل التي أقامتها وزارة الصحة اليوم تحت عنوان (لحياتنا راجعين وبالحذر مكملين) على تعميق المشاركة المجتمعية ونشر الوعي الصحي ومتابعة الضخ الإعلامي التوعوي بخصوص الوقاية والالتزام بالإجراءات الاحترازية، في مختلف الأمكنة العامة والخاصة ريثما يتم الحصول على اللقاح، وخاصة أننا مقبلون على أيام العيد الفضيل حيث هناك عادات وتقاليد كثيرة تتعلق بالمصافحة والزيارات.
وتناولوا جملة من القضايا الاجتماعية والمنزلية التي يجب اتباعها حتى لا نصل إلى مرحلة الخطورة وبخاصة للأشخاص الذين لديهم حالات خفيفة ومتوسطة وقابلة للشفاء السريع دون الوصول إلى الحاجة إلى المنافس.
فقد أشار الدكتور نزار ابراهيم مدير الهيئة العامة لمشفى ابن النفيس إلى نقطة التحوّل في موضوع انتشار المرض وظهور الحالات دون أن يكون هناك جديد بخصوص العلاج أو اللقاح، مشيراً إلى وجود درجات للإصابة فهناك حالات بسيطة تظهر عليهم أعراض السعال الجاف والحرارة الخفيفة وهؤلاء يكفي لعلاجهم موضوع الحجر المنزلي مع بعض المسكّنات والفيتامينات، وهناك حالات متوسطة يحتاج فيها المصاب إلى الأكسجين مع تطبيق البرتوكول العلاجي، ولكن المشكلة في الحالات المزمنة التي يحتاج فيها المريض إلى عناية كبيرة واهتمام داخل المشافي أو المراكز الصحية، وهو الأمر الذي يدعو لتوعية المجتمع لتحمل المسؤولية فالكادر الطبي لا يكفي لوحده للحدّ من الانتشار وعلى الفرد المصاب أن يعزل نفسه عن أسرته وعن الآخرين.
وأوضح ابراهيم أنّ اللقاح هو الحلّ الأمثل للحدّ من فيروس كورونا، ومن هذه اللحظة وحتى موعد تأمينه، لا بدّ من تعاون مجتمعي حتى لا يصل المريض إلى جهاز التنفس، مشيراً إلى أن الفحص السريري والشعاعي مثل الطبقي محوري يمكنه أن يكشف أكثر من 90% من التشخيص الصحيح للإصابة، ويمكن القول إنّه في سورية ومن خلال الملاحظات المسجّلة في المشفى، إنّ الإصابات خفيفة لدى فئة الشباب، ومعظم الوفيات هي لأشخاص من أعمار فوق الـ 60 عاماً، وهناك 30% من المراجعين والمصابين يأتون بأعراض هضمية وإسهال وغثيان إضافة إلى فقدان حاسة الشم والذوق لدى البعض.
من جانبه بيّن الدكتور هاني اللحام من مديرية الأمراض المزمنة في وزارة الصحة أنّ الفيروس أصبح ينتقل بسرعة كبيرة ولا بدّ من الإجراءات المجتمعية للحدّ من هذا الانتشار، موضحاً أهمية الخطوة التي اتخذتها الحكومة مؤخراً في موضوع منع الأعراس وصالات العزاء والمطاعم والتأكيد على موضوع ارتداء الكمامة والتباعد المكاني.
مشيراً إلى ما قد يحدث من تحولات في خصائص الفيروس ومدى إمكانية التعايش معه، والتي لا يمكن مواجهتها حالياً إلا عن طريق الإجراءات الاجتماعية الصحيحة والنظافة الشخصية والغسيل بالصابون واستخدام المعقمات، وهي أمور يجب أن يأخذ بها جميع الناس لحماية أنفسهم وأسرهم.
وأشار اللحام إلى أنّ 85% من الحالات التي تراجع المشافي هي من الحالات الخفيفة، وهذا يؤكّد أهمية الحجر المنزلي لهؤلاء حتى لا يتعرّض غيرهم ممن لديهم مشكلات صحية أخرى إلى الإصابة والوصول إلى مرحلة العناية المشددة.
ويرى الأستاذ عمار غزالي مدير الإعلام التنموي في وزارة الإعلام أنّ المخابر العالمية عجزت عن وضع حلّ نهائي لفيروس كورونا فكيف هي الحال بمن يأخذ معلوماته الصحية عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ومن جهات غير موثوقة، مشيراً إلى دور الشائعات في نشر المعلومات الخاطئة وأخذ الناس إلى علاجات عشبية وخلطات تقليدية مؤذية.
وأكد غزال على ضرورة الاستمرار في نشر الوعي واستخدام الكمامة وخاصة أنّ هناك حالات كثيرة اليوم يكون الشخص فيها ناقلاً للمرض دون أن تظهر عليه الأعراض.