الثورة أون لاين -لينا ديوب:
يحيط بمنزلي في قريتي وادي العيون، حوالي المئة وخمسون متراً، بادرت فور عودتي اليه خريف ٢٠١٣ الى استصلاح هذه المساحة، قبل الغرف داخله حيث سنسكن انا واولادي الثلاثة بعد اضطرارنا للعودة إليه بسبب ظروف الحرب، هذا ما أشارت إليه السيدة هنادي للثورة، وتضيف زرعت الخضروات الموسمية، واستطعت من هذه المساحة تأمين بعض المؤن للشتاء ،بالإضافة لاحتياجاتنا اليومية، وكنت في كل صيفية أجرب زراعة نوع جديد، مثلا نجحت بزراعة الملوخية والبازلاء، شجرتا التين والمشمش التي لم نكن نعيرهما اهتماما، خصصت لهما رعاية ،بالإضافة الى استهلاكنا بعت من إنتاجهما.
قصة هنادي واحدة من قصص أسر كثيرة، أهملت أرضها عن غير قصد بسبب الوظيفة في المدينة، وهذه العودة إلى الأرض قد لاتكون حلاً للأسرة لتأمين مصروف الدراسة والطبابة، لكنها تشكل رافداً مهماً في ظروف الغلاء هذه، خاصة في حال وجود راتب للزوجين أو لأحدهما.
المساحات الصغيرة قرب البيوت القابلة للزراعة ليست في الأرياف فقط وإنما في ضواحي المدن، وهذا قائم فعلا بصورة محدودة مثلاً في ضاحية الاسد بحرستا، حيث تقوم الأسر القاطنة بالشقق الأرضية بزراعة مساحة قريبة من بيتها فتعطي منظراً جميلاً ، بالإضافة الى الفائدة من الانتاج، يقابل تلك المساحات الصغيرة، مساحات كبيرة أخرى غير مزروعة.
هنا يمكن الحديث عن تدخل للبلدية والتشجيع على زراعتها، بالأشجار المثمرة، كالزيتون والليمون والمشمش، لأن تجربة الأهالي في زراعتها أثبتت قابليتها للنجاح، وأن تحقق هذا الأمر تتحقق معه فوائد مضاعفة تتحسن بيئة الضاحية وتصبح أكثر جمالاً بازدياد المساحات الخضراء، ويمكن للبلدية بيع المحاصيل بسعر منخفض، للأهالي وميزانية البلدية تزداد ،ويمكن عندها تحسين الضاحية من مورد ذاتي.
وهذا ينطبق على جميع الضواحي، وتكون هذه المبادرة جزءاً من العودة للاهتمام بالزراعة في بلدنا، والتي كثر الحديث مؤخراً عن أهمية وأولوية عودة الاهتمام بها، خاصة بعد قانون قيصر.
وحديث السيد رئيس الجمهورية يوم أمس، كان في جزء منه يوجه ويشجع على الزراعة والاستثمارات الصغيرة.
إن تعاون البلديات مع الأهالي ومع وزارة الزراعة، لإيجاد آلية وبرامج سريعة لزراعة جميع المساحات المتوفرة أمر حيوي نحن بحاجة إليه وقابل التطبيق