الثورة أون لاين – محمود ديبو:
رغم ما واجهها من عراقيل وصعوبات خلال مراحل البناء والتأسيس أوضح القائمون على حاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية أن التحضيرات جارية لافتتاح أنشطتها قريباً، وبين لؤي شكو مدير الحاضنة وأمين سر مجلس شيوخ الكار المركزي أن الحاضنة هي مشروع وطني حائز على جائزة الإبداع الوطني ، ويحقق موارد هامة للخزينة العامة للدولة ، ويساعد على تطوير الصناعات الصغيرة، وتضم الحاضنة أول أكاديمية حرفية في الوطن العربي لتعليم الفنون الحرفية تتبع لجامعة الشام، ومركز أبحاث حرفية، ومتحف ودور مزادات حرفية، وصالة معارض ومركز تسويقي داخلي وخارجي، ومركز تعليمي ودار للأزياء التراثية السورية ومركز للشحن الداخلي والخارجي، ومركز لتعليم فنون التزيين والجمال وقاعة محاضرات وندوات ومركز تعليم فنون حرف الصدف والأعواد الموسيقية والنحاسيات والموزاييك ، وتصميم الأزياء والمنتجات الكهربائية والقيشاني والعطور والنقش على المعادن الثمينة والمنحوتات الخشبية ، وحرف تركيب الشامبو والصابون والمعقمات غير الطبية وقسم الهدايا والتحف وتعليم فنون تحضير المأكولات المأثورة الشامية بجميع أنواعها، والعديد من المنتجات التراثية الأخرى.
كما تضم الحاضنة قسم تسويق منتجات المرأة الريفية وقسم إحلال مستوردات والترويج للمنتج المحلي البديل عن المستورد داخلياً وخارجياً، وقسم تدريب وتأهيل ذوي الشهداء (جمعية سوا)، وقسم المدربين ويضم شيوخ كار من اتحاد الحرفيين بدمشق، وسيتم استقطاب مدربين مميزين من باقي المحافظات، إلى جانب ذلك تتضمن الحاضنة ساحة للاحتفالات والمهرجانات وقاعة الندوات والدروس النظرية ومكتب التوثيق والمركز الإعلامي والصحفي وقسم تسجيل للمتدربين.
والحاضنة هي نتاج فكرة تمثل جزءاً من بحث علمي متكامل بعنوان (التراث السوري بين عراقة الماضي وتحديات الحاضر) وهو بحث نال جائزة الإبداع السوري لعام 2014 وتم تسجيله بموجب قانون حماية الملكية لدى وزارة الثقافة وتم استثماره من قبل الاتحاد العام للجمعيات الحرفية باهتمام ودعم من القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وتم الانطلاق بتجهيز الحاضنة على اعتبار أنها أول مشروع تنموي متكامل يهدف إلى منع اندثار الموروث التراثي ويحافظ على استمراريته ، ويوفر الظروف المناسبة لخبراء المهنة (شيوخ الكار) للإبداع وتطوير الأفكار والوصول إلى منتجات تراثية بأفكار إبداعية.
ويقوم عمل الحاضنة على توفير الفرصة لاجتماع شيوخ الكار والحرفيين في مكان واحد، الأمر الذي يسمح بتوليد أفكار إبداعية جديدة من خلال هذا التلاقي بين مختلف أصحاب الحرف، والوصول إلى مشاريع حرفية جديدة.
وكان الأسبوع الماضي شهد زيارات لعدد من المهتمين والمعنيين إلى الحاضنة، حيث اطلع كل من خالد السعيد أمين سر المكتب المالي بالقيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، وأحمد ملحان الوكيل الأول للجهاز المركزي للرقابة المالية وعضو لجنة البنى التنظيمية في رئاسة مجلس الوزراء، وراكان إبراهيم معاون وزير الشؤون الاجتماعية والعمل ، وماهر المولى رئيس لجنة أكاديمية الأسد للفنون الحرفية، اطلعوا على شرح تفصيلي بما يخص مستلزمات تطوير الأعمال في الحاضنة قدمها مدير الحاضنة لؤي شكو ، وتمت زيارة أقسام ومقرات الحرفيين المكتتبين في الحاضنة.
وضمن الاستعدادات الجارية لافتتاح أنشطة الحاضنة فقد تم عقد عدة اجتماعات لهيئة مكتتبي ومدربي الحاضنة، كما تم تشكيل فريق لمركز الأبحاث الحرفية في الحاضنة، وحصول الحاضنة على سجل شركة متخصصة بتصدير وتسويق المنتجات الحرفية إضافة لانشطتها التعليمية والتنموية والأبحاث الحرفية، وتم افتتاح مكاتب للحاضنة في عدة محافظات.
وفي إطار تفعيل دور الحاضنة في عملية إحلال المستوردات والترويج للمنتج المحلي فقد تم إنجاز عدة خطوات في هذا المجال منها ما أنجزه شيخ الكار محمد رمضان من اتحاد دمشق وعضو مركز الأبحاث الحرفية في الحاضنة والذي ابتكر عجينة صناعة الخزف بديلاً عن المستوردة بنسبة إحلال للمستورد تصل إلى 100% ، وسيقوم مجلس إدارة حاضنة دمر بعرضها على الشركة العامة للزجاج لبيان الرأي وآليات تطويرها بعد مقارنتها بالخليط المستورد، مع ضمان حقوق هذا المبدع، كما قام شيخ الكار عدنان تنبكجي بتصنيع كرسي عيادة طبية، وفي مشروع آخر قام الحرفي هاروت ماديان بتصنيع آلة لتغليف منتجات مختلفة القياسات في مركز الأبحاث الحرفية وهي صناعة حرفية وطنية.
وفيما يخص اهتمام الحاضنة بنشر ثقافة الحرف التراثية وزيادة الوعي فيها، فقد أعلنت عن استعدادها لاستقبال تلاميذ وطلاب المدارس والمعاهد والجامعات على مدى ثلاثة أيام في الأسبوع (السبت والثلاثاء والأربعاء) من التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساء لتوفير فرصة لقاء شيوخ كار الحرف التراثية والاطلاع عن كثب على هذه الصناعات والتعرف عليها