الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:
يبدو أن السباق الرئاسي الأميركي بين الرئيس الحالي دونالد ترامب الطامح لولاية ثانية ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، سيشهد الكثير من المهاترات بين الطرفين قبل أن يحسم في الثالث من تشرين الثاني القادم وهو موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، ويتم تحديد هوية الفائز بينهما بشكل رسمي، فبعد حرب التصريحات التي بدأت مبكراً بين المرشحين حيث كال كل طرف للآخر كل ما لديه من اتهامات لتخفيض شعبيته انتقلت “الحرب” إلى نوع آخر عنوانه ارتداء الكمامات بعد “مكيدة” تعرضت لها رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ــ حسب كلامها ــ حين ظهرت بدون كمامة في أحد صالونات الحلاقة التي ترتادها، وهي التي سبق لها أن انتقدت ترامب لعدم ارتدائه الكمامة في أوج انتشار وباء كورونا سوى مرة واحدة.
ففي إطار التنافس الانتخابي الساخن بين ترامب وبايدن تعهد الأخير بمداواة بلد مثخن بجراح جائحة فيروس كورونا وانقسام على مدى أربع سنوات هي فترة رئاسة ترامب، واصفاً الفترة التي شغلها ترامب في الحكم بأصعب الأوقات التي مرت على البلاد، في المقابل شن ترامب على منافسه الذي فاز بترشيح حزبه قبل فترة، حملة شعواء واصفاً إياه بأسوأ “كابوس” في حال وصل إلى السلطة متهماً إياه بالتخلي عن العمال الأميركيين.
ومما قاله ترامب بحق منافسه “لقد أمضى بايدن نصف القرن الماضي في واشنطن يبيع بلادنا ويسرق وظائفنا ويبيح لدول أخرى سرقة وظائفنا”.
وفي إطار الحرب الدائرة بين الحزبين الرئيسيين تعرضت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي التي بينها وبين ترامب عداء مستحكم إلى “مكيدة” ــ حسب وصفها ــ حين التقطتها عدسة الكاميرات وهي تتجول في أحد صالونات تصفيف الشعر دون أن تكون مرتدية للكمامة على وجهها، ما اعتبر من قبل خصومها الجمهوريين خرقاً للإجراءات المفروضة بسبب فيروس كورونا، وهي الملاحظة التي لطالما وجهتها لترامب بسبب رفضه وضع الكمامة، ومما قالته في تموز الماضي غامزة من قناة ترامب “الرجال الحقيقيون يضعون الكمامة”.
وعند سؤالها عن الأمر في مؤتمر صحفي أمس في سان فرنسيسكو، قالت إنها “تتحمّل مسؤولية الوثوق بصالون لتصفيف الشعر زارته مراراً لسنوات، بعد أن أخبرها العاملون إنهم لا يسمحون بأكثر من زبونة في المحل”.
وقالت :” وثقت بهذا – واتضح أنها كانت مكيدة. لذا أتحمّل مسؤولية الوقوع في المكيدة وهذا كلّ ما سأقوله في هذا الشأن”، وأضافت :”أعتقد أن الصالون مدين لي باعتذار للإيقاع بي”.
وذكّرت بيلوسي بوجوب دفع البلاد للتحرّك من جديد، وقالت إنها لن تسمح لما حدث بتشتيت الأنظار عن حقيقة وفاة أكثر من 185 ألف أميركي بسبب الفيروس.
وأظهرت مشاهد كاميرا للمراقبة حصلت عليها قناة “فوكس نيوز”، نانسي بيلوسي تضع الكمامة حول عنقها بدلاً من تغطية فمها وأنفها.
هذا وقد استغل ترامب الحادث مباشرة وعلّق على تويتر “المجنونة نانسي بيلوسي تخاطر بسمعتها من أجل جعل أحد صالونات تصفيف الشعر يفتح، فيما الصالونات الأخرى مغلقة، وعدم وضع كمامة بينما هي تعطي الجميع دروساً بهذا الأمر طوال الوقت”.
وتعتبر بيلوسي واحدة من أكثر الأشخاص المكروهين من قبل ترامب وأنصاره، فهي تنتقده بانتظام بسبب تعامله مع أزمة الوباء الذي أودى بحياة الكثير من الأميركيين، وتحضه على الاستماع إلى العلماء وتشجيع وضع الكمامات.
وفي إطار الدفاع عن هفوة بيلوسي التي استغلها ترامب سريعاً أوضح نائبها درو هاميل لـ”فرانس برس”: “هذا الصالون اقترح على بيلوسي أن تأتي الاثنين، وأخبرها بأن المدينة سمحت له بأن يفتح شرط أن يستقبل زبونة واحدة في كل مرة.. مضيفاً: “تضع نانسي بيلوسي دائماً الكمامة وتحترم الإرشادات المحلية الخاصة بكوفيد 19”.
يذكر أن استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات الأميركية لا تزال تشير إلى تقدم بايدن ب11 نقطة على ترامب، ما يجعله يستغل أي حادثة متعلقة بالديمقراطيين للنيل من حظوظ منافسه بايدن، حيث تتصاعد اتهامات كل فريق ضد الآخر مع اقتراب الموعد المحدد لإجراء الانتخابات وهو الثالث من تشرين الثاني القادم.