ثورة أون لاين:
تنتشر الميكروبات الدقيقة على معظم الأسطح التي نلمسها يومياً، وفي أغلب الأحيان تتجمع هذه الميكروبات لتصبح مكدسة على تلك الأسطح بشكل يصعب إزالته. كما تكثر تلك الميكروبات المُمرِضة على أسطح المعدات والأجهزة الطبية.
فقد طور باحثون في جامعة بايرويت بألمانيا مواد حيوية جديدة يمكنها منع العدوى والمساعدة في التعافي والشفاء.
تعتمد هذه المواد المُطَورة ذات البنية النانوية على بروتينات حرير العنكبوت. فإضافة لقدرتها على منع مستعمرات البكتيريا والفطريات من التكوّن، فإنها تساعد أيضاً على تجديد الأنسجة البشرية بشكل استباقي، ما يجعلها نموذجاً مثالياً يمكننا استخدامه في الغرسات الطبية وضمادات الجروح والأطراف الصناعية والعدسات اللاصقة.
وتعتبر الإصابة بالعدوى من الأمور المستهان بها عالمياً. فعلى سبيل المثال، تنتشر العديد من الميكروبات على أسطح الأدوات المستخدمة في العلاج الطبي، وكذلك على الأسطح المحيطة بنا بشكل عام.
وبمرور الوقت، تُكَوِّن هذه الكائنات المجهرية تكدسات معقدة وسميكة وغير مرئية في غالب الأحيان، تعرف باسم الرقائق الحيوية أو البيوفيلم.
إذ لا يمكن التخلص من هذه الرقائق الحيوية بسهولة حتى وإن استخدمنا مواد التنظيف. وغالباً ما تكون هذه الميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية ومضادات الفطريات.
ومن ثم تهاجر تلك البكتيريا والفطريات إلى الأنسجة الحيوية المجاورة لها، ما يؤثر في عملية الشفاء أو يتسبب في إحداث عدوى مميتة.
باتباع نهج بحثي جديد، وجد علماء جامعة بايرويت حلاً لهذه المشكلة باستخدام بروتينات حرير العنكبوت المُنتَجة بطريقة حيوية، والتي طور العلماء منها مادة تمنع ارتكاز الميكروبات المُمرِضة على الأسطح.
وعند اختبار المادة المُطَوَّرة على البكتيريا العقدية (Streptococci) -المعروفة بمقاومتها للعديد من مضادات البكتيريا- لاحظ العلماء عدم قدرة هذه البكتيريا على التشبث بسطح هذه المادة.
وبالتالي فقد يحد ذلك من تكون رقائق الميكروبات المجهرية على أسطح الأدوات الطبية والمعدات الرياضية والعدسات اللاصقة والأطراف الصناعية وغيرها من الأسطح التي نلامسها بشكل متكرر في حياتنا اليومية.