ثورة اون لاين – رنا بدري سلوم:
كلنا يعلم أن من أهم أهداف الهيئة العامة السورية للكتاب نشر الكتب المترجمة و المؤلفة والمحققة في مختلف مجالات المعرفة والثقافة والعلوم وتطوير الحركة الفكرية والثقافية والنشاطات المتعلقة بالقراءة وصناعة الكتاب، فقد أنشأت عام 2006 بصدور القانون رقم 8 القاضي بإنشاء هيئة مستقلة مالياً وإدارياً تتبع لوزير الثقافة تحت مسمى” الهيئة العامة السورية للكتاب” يشرف على إدارتها مجلس إدارة خاص بالهيئة ومتمتع بالاستقلال الإداري عن الوزارة.
وهي اليوم تتميز عن غيرها في تكثيف نشر الكتب الإلكترونية، وتشجيع الكتّاب للنشر بصيغة إلكترونية من خلال حصولهم على الموافقة والنشر على موقع الهيئة مباشرة، وقد اعتمدت على إنجاز هذا العمل على كوادر الهيئة كأقسام الترجمة والتأليف والتراث والأطفال والمطبعة، مبيناً رئيس الهيئة أن تحويل الكتب الورقية إلى الكترونية يحتاج الى موازنة للعمل على تطوير موقع الهيئة بحيث يصبح أكثر سعة، ولقد أعدت الهيئة منذ بداية جائحة كورونا، مشروعاً بمساواة تعويض النشر الإلكتروني بالورقي بعد أن كان النشر الإلكتروني ثلث تعويض النشر الورقي، وقد صدر منذ أيام قراراً بمساواة تعرفة النشر الإلكتروني، حيث أصبحت تعرفة الكلمة ضعفين عما كانت عليه في السنتين السابقتين، فالكتاب الالكتروني أكثر قراءة من الكتاب الورقي وفقاً لزين الدين لأنه في متناول القراء، فقد يطبع ألفي نسخة ويحمل آلاف المرات فالنشر الإلكتروني يحفظ الكتاب في المكتبة الإلكترونية لقراء العالم ممن يجيدون العربية.
وفي سؤالنا عن تأثر حفلات توقيع الكتب أوضح الدكتور ثائر زين الدين أن تقليد توقيع الكتب لابد وأنه تأثر في النشر الإلكتروني إلى حد ما لكنه موجود وهو تقليد ليس ابن التجربة المحلية بل تجربة عالمية ، مؤكداً أن الهيئة ستتابع النشر الورقي ليتمكن قراء الكتاب أن يقتنوا الورقي، مضيفاً أن الهيئة تستمر في العمل على الجانبين الورقي والإلكتروني، رغم جائحة كورونا واحتياجات الطباعة وصعوبة الحصول على متطلبات الطباعة وغلاء البلاك الحراري الذي كان سعره سابقاً 1500ل.س حتى أصبح 12000 ل.س وفقاً لما ذكره.
وعن الإصدارات القديمة للهيئة أي ستينيات القرن الماضي أكد مدير عام الهيئة صعوبة نقلها من الورقي إلى الإلكتروني بسبب نقص الكوادر الخبيرة في هذا المجال، ورغم صعوبات صناعة الكتاب بقيت الهيئة العامة السورية للكتاب الرائدة حتى في سنوات الأزمة، قائلاً زين الدين: عندما شاركنا في المعرض الدولي للكتاب نفد 36 ألف نسخة من إصدارات الهيئة التي شاركنا بها وهو رقم كبير قياسا لدور النشر الأخرى، خاتماً بالقول: كل فن من الفنون كان حرفاً ثم كتاباً، الفيلم والعمل المسرحي وغيرها من الفنون، واثقا من أن وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح ستولي الكتاب اهتماماً لأنها ابنة الصنعة ومن أهل الكتاب، ولأننا بحاجة إلى جهود تبذل لبناء عقول لا تذبل.