الروائية سوزان موسى الدرة: نساء الأنابيب رواية حياةكاملة

الثورة أون لاين:

شكلت تجربة الروائية سوزان موسى الدرة على قصر عمرها علامة جيدة في المشهد الروائي , فبعد روايتين صدرتا منذ فترة قصيرة , رسخت حضوراً مهماً في المشهد الابداعي , حول تجربتها هذه كانت هذه الجولة السريعة معها
الوطن نحن والوطنية حياة، هي عبارة تنفستها في مقدمة روايتي ومنها انطلقت، ومن خلالها اعتمدت أسلوب المباشرة في/ سوريون تحت المقصلة/، واعتقد ان المباشرة كانت مهمة، لكن الإيمان بالمضمون هو من اكمل الطريق و جعل الغاية محققة:

عندما قررت الكتابة لم افكر بالتكنيك، ولا باﻷسلوب الذي سأتبعه، بل كان الأمر عفويا جدا مع ذاكرة مليئة بالقصص الواقعية وأحداث جديدة شهدتها على حقيقتها خلال الحرب ومنذ عام 2011، بدأت الكتابة في منتصف عام 2016 اي بعد 5 اعوام من تصاعد الحرب إلى حلب، واعتقد ان كوني من مدينة حمص ومن سكان مدينة حلب، جعلني أتحسس واقع الحرب قبل ان اعيشه بشكله الفعلي، حتى اغوص فيه بزخم ما إن اطلت رماحه على حلب عند اعتاب آب 2012 ابتداء من مقر عملي وهو الشركة العامة للدراسات الهندسية.
وكوني موظفة حكومية جعل في الأمر مسؤولية، وبالتالي شيئا من الصعوبة، ﻷن الموظف معني بمن حوله، و8 ساعات دوام فعلي كافية لأن تجعل كل من حولك يظن انك تتكلم عنه، وقد راق لي الأمر، فنحن شعب فضولي بطبعه، والعنوان المثير له وقعه في حياتنا، وكفيل بأن يجعلنا نفكر بالمضمون وبالتفاصيل وباﻷسماء في آن واحد، وهكذا اخترت لروايتي عنوانها بشكل مبكر ﻷعيش المسؤولية بحد ذاتها في كل قصة، واعتقد ان شخصيتي الحقيقية والتي تتمثل بالوضوح والحساسية أدت الغرض ولعبت دوراً اساسياً في ربط واقع الحرب المؤلم مع نفسية الإنسان السوري الذي يعاني أصلاً من هشاشة المواطنة، بالإضافة لتعقيدات نفسية كثيرة وقديمة العهد، كان لا بد من تسليط الضوء عليها عن طريق الاستعانة بعنوان يبدو قوياً ومثيراً للفضول كعنصر مباشر ، ناهيك عن الغلاف الذي سأتكلم عنه لاحقاً.

ففي مدخراتنا الفكرية ذكريات كثيرة، قد تكون لحظات، احداث، قصص، القصص الجميلة لا تنسى، والمؤلمة لا تنسى، لكن القصص الواقعية مهمة لأنها اشد تأثيراً، هي تلامسنا بشكل شخصي وتلامس الآخر بشكل شخصي أيضاً، فتدخل اعماقه بقدر تأثره بها وبقدر تفاعله مع أبعادها وشخصياتها، وبمقدار الكم العاطفي الذي تحتويه في آن واحد.. ببساطة أكثر البلاغة سلاح وانا أؤمن بالبلاغة وأراها بكر الحقيقة ووليدة الصدق، وانطلاقا من هذه القناعة المتواضعة لجأت لسرد قصص حقيقية تلامس واقع المجتمع السوري تحت ظل أدب الحرب إلى جوار اهم قضية / قضية المواطنة وأدبيات الحوار/ التي نتحسسها جميعا وليس لدينا المقدرة بأن نفكر جدياً باننا الجزء الأهم منها، وبأننا السبب والحل معاً.
سردت ثماني قصص هي في حقيقة الامر حوالي 14 قصة لشخصيات عديدة متشابهة في المضمون، فارتأيت لنفسي حق الدمج، ودمجت عدة قصص بقصة، لاسباب عدة منها:
-الحرص على مآثر جميع الشخصيات دونما تعريف واضح عن اي منها، فالتصويب يؤلم أهلية الحقيقة، وأهلية الحقيقة هم ابطال روايتي الفعليين.
-والسبب الأهم هو اعتمادي تأريخ مجموعة الأحداث التي عاينتها عن قرب بالإضافة لتوثيق بعض التفاصيل المؤلمة التي أثرت كثيرا في نفسية الإنسان، والتي بدت لي جزءا لا يتجزأ من كل الخيبات والمظالم والتظلم التي عاشها الإنسان نفسه قبل الحرب، لدرجة شعرت فيها بأن شخصيات قصصي قد تغدو توظيفاً ذا حدين، توظيف واقع الحرب على النفس السورية، وتحميل الإنسان شيئاً من المسؤولية تجاه ما حدث.

* عالجت الرواية فنياً وكانت البداية من العلاقة بين العنوان وفكرة الغلاف:
لقد صنعت فكرة فنية للعنوان، فكرة تتناسب مع مفهومه الحقيقي، فأنا لم اقصد بالمقصلة المعنى المجرد للقتل، بل المعنى العميق لمسيرة المواطن السوري في ظل عدة مقاصل،
صورة الغلاف هي عدة رؤوس متشابهة ورأس مختلف وتعداد من البشر يرزخون في الظل.
الرؤوس التي رسمتها خلف بعضها البعض هي كل شخص يرفض الآخر، وحرصت على التركيز على شكل الأنف والرأس، فجعلت احجام الرؤوس مختلفة وبأنوف طويلة مقصوصة، لأدل على الرفض والحقد وعدم الحوار، وكل ما يمكن ان يغيب مفهوم المواطنة بين السوريين، كما حرصت على تعقيد سحنات الوجوه، لتظهر عنيدة ومتعاندة، ما عدا الرأس الذي يبدو في الأمام وباستدارة مختلفة والذي حرصت على ان تكون ملامحه طيبة وحانية ليمثل أخلاق السوري البسيط ، اما المقاصل فهي ما صنعته تلك الأنوف المتعالية، وتلك الرؤوس قبيحة المضمون، فالانوف التي تتعالى على بعضها وترفض بعضها هي مكونات الحرب، وهي مقاصلنا الفعلية، إنها :
مقصلة الطائفية، مقصلة الفساد، مقصلة التجاوزات، مقصلة التعصب الأعمى، مقصلة الانتقام، و..الأهم مقصلة غياب المواطنة .

نساء الانابيب رواية من الصعب تلخيصها، هي كحياة كاملة، وكمساحة كبيرة من تجارب حياتية تمتد لسنوات طويلة، فيها شخصيات عديدة وتبدو كل منها جديرة بالانفراد برواية لوحدها، كما تبدو كل شخصية كحالة تواجد كامل في موقعه الصحيح ضمن شبكة درامية مترابطة من اولها الى آخرها، وبالرغم من الشخصيات العديدة المترابطة ببعضها البعض، فقد حاولت أن اعطي كل شخصية حقها كي لا تتشابك بل تبدو لكل منها رسالة معينة وهدفاً عميقاً وحساساً.

عالجت عدة امور، فكرة اللقب، و قضية الانتقام، وحرية الرأي والاعتقاد، نتائج التآمر و النفاق والخوف، التهجير.

الحس الوجداني والعاطفي يتمثل في تناسل عدة قصص حب ضمن احداث الرواية، قصة حب والد البطلة واحلام، وقصة حب ابراهيم ل جولييت
وفي نهاية الرواية في علاقة البطلة برفيقها وحيد، وعلاقتها بصديقتها ريتا، و يستطيع القارئ أن يدرك اين تقف حدود كل علاقة حب لكنه لا يستطيع ان يعرف اين تنتهي..

يقال: الاسلوب هو شرف الكاتب ..
– بالنسبة للعنوان فقد اعتزمت الإثارة فيه ﻷلفت انتباه القارئ للتركيز على شخصيات النساء في الرواية، فلكل شخصية لسان وأسلوب يختلف فيها عن الشخصية الأخرى، ويشعر القارئ ان الرواية تركض فيه نحو عوالم مختلفة، توقظ فيه حاسة النظر فيتخيل المشاهد كما هي تماماً، بكل تفاصيلها المكانية والزمانية والشاعرية، وتوقظ فيه حاسة السمع ﻷن الحوار الذي تتضمنه احداث الرواية يرمي ﻷبعاد اجتماعية هادفة.

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها