الثورة أون لاين- طرطوس – بشرى حاج معلا:
في الوقت الذي نبحث فيه عن حلول، ونستجدي الدعاء لتطيب بنا الجراح، يغيب عن أذهان الكثيرين أن لكل داء دواء، ولكل مصيبة علاج.
فهل تكمن العلة في المداوي أم في الدواء..؟!
ليس السؤال هو المطلوب ولكن ما نبحث عنه هو الحلول،
حلول لقضايا باتت عصية على الحل لا لأنها في حقيقتها مستعصية وإنما لأن من توكل إليه المهام يجب أن يكون الرجل المناسب.
ما نتحدث به هو مجرد آراء لكن ما يستشرف تداعيات هذا الواقع وتشعب أخطائه هو من أهم المسببات لتفشي كل الأمراض والعلل.
المرشدة الاجتماعية نهلة عبد الحميد أكدت بقولها: قد تكون مقولة «وضع الرجل المناسب في المكان المناسب» أكبر خديعة في عالم الموارد البشرية، وخاصةً في عالمنا العربي!
حتى أصبحت من أكبر معاول الهدم والإهدار للموارد الوطنية في ظل الطفرات التي حدثت في جينات فن الإدارة غير التقليدية، وإنْ كان من الضروريّ أن نضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
وتبقى بعض الأسئلة: من الذي يحدد من هو الرجل المناسب؟
لكن ما أهمية أن نضع الشخص المناسب في المنصب المناسب إذا كانت بيئة العمل المثالية غائبة؟
ومن يحددّ الرجل المناسب على أسس علمية موثّقة بعيداً عن الرؤى الشخصية والفراسة؟
فكل شخص منا يعتقد أنه يملك الفراسة والخبرة الكافية لتحديد الشخص المناسب.
في حياتنا اليومية الكثير من المهام التي تُفرض علينا بحكم وظيفتنا أو دراستنا أو حتى موقعنا في العائلة، فالمطلوب منا دائماً تنفيذ عملنا أو دورنا في وقت محدد وبسرعة دون تأجيل. لكن كيف ينتهي الأمر بالمماطلة والتلهي بالأشياء الثانوية قبل تنفيذ ما هو ضروري؟
وتابعت عبد الحميد بقولها: غالباً ما نبدأ بالمماطلة عندما نكون أمام موعد نهائي لتسليم عمل أو واجب مدرسي فنبدأ بسلسلة أحداث ونشاطات غير مهمة أو مطلوبة فنتأخر ونعمل تحت ضغط الوقت وتكون النتيجة عملاً غير متقن هذا عدا عن التوتر والإجهاد النفسي.
أحياناً يكون العمل المطلوب مهمة تستغرق نحو ساعة من الوقت، لكن البعض من المماطلين يفضلون مهاماً أخرى تتطلب ساعات، وغير مهمة أيضاً ومع انتهاء هذه المهام الثانوية، يضيع من الوقت ساعات كان في الإمكان استثمارها لإنهاء العمل المطلوب براحة وتركيز، لكن الإصرار على التأجيل والمماطلة يجعل المسائل التافهة تبدو أكثر إلحاحاً، أو على الأقل أكثر قابلية للتنفيذ، في تلك اللحظة وبالتالي يسود الذعر في الدقائق الأخيرة من الفترة المخصصة لإنهاء العمل المطلوب.
نحو ربع الناس يقولون إن المماطلة جزء من شخصيتهم، كما أن هناك أسباب أيضاً تدفع إلى التهرب من المسؤولية أهمها ضغط العمل والشعور بالظلم.
الروتين والملل وسوء العلاقة مع الإدارة والبيئة الوظيفية السيئة إضافة إلى ضعف الراتب ولا يمكن نسيان الكسل والإهمال.
لذا من الواجب تقديم الدعم المعنوي
لأن يداً واحدة لا تصفق، فهناك دراسات عديدة عن أن الكثير من الناس يميلون إلى التخلي عن خططهم لأنهم لا يحظون بالدعم الكافي من أقرانهم ومحيطهم..
فنحن بحاجة إلى الدعم والتشجيع لنصبح أكثر حماساً في تنفيذ المطلوب منا”. لا للتأجيل والتسويف..
في الختام.. بات الكل يعلم أن التسويف هو شيطان صغير يوسوس في أذننا ليقنعنا أن الأنشطة غير العاجلة أكثر أهمية من تلك المطلوبة في مهلة محددة.
والكثير منا يعاني من هذه الآفة حتى أننا وجدنا عذراً لمماطلتنا وهي أننا “نفضل العمل تحت الضغط”.
لكن ماذا لو بقينا على هذا الحال واستمرينا بالتأجيل والمماطلة طوال حياتنا بحيث نموت قبل أن ننجز أياً من خططنا.
أما النتيجة فتكون تراكمية هذا إن لم تصبح عادة لمجتمع تكثر فيه الأخطاء ويجد العابثون لهم الأمكنة المناسبة في كل ظلال.
وما نتمناه اليوم هو أن تعود بنا الثقة بكل القرارات المطروحة ونجد الوقت المسعف الوحيد لكل المشاكل بعيداً عن المماطلة في الأعمال والمهام، وأن نجد الأذن الصاغية الرحبة لمتابعة كل الخطط بكل حرص وأمانة.