الثورة أون لاين – غصون سليمان – ميساء الجردي:
يقوم برنامج الأغذية العالمي بتنفيذ عدة برامج في سورية تتعلق بالتغذية المدرسية في المنطقة الجنوبية دمشق وريفها،درعا السويداء ،والقنيطرة،فهو يعمل كبرنامج على محاربة استخدام الجوع كأداة سلاح للحرب،حيث تكثر المشكلات الاقتصادية والاجتماعية من فقر وتشريد وغيرها في ظروف الحروب المختلفة ،وفي هذا الإطار تشير الدكتورة رنيم العجي مسؤولة برامج التغذية ،والتغذية المدرسية بمكتب المنطقة الجنوبية مع برنامج الأغذية العالمي إلى كيفية توزيع المساعدات الغذائية للناس الأكثر احتياجا وتعيش ظروفا مأساوية وفق اختيار ادوات معينة للشرائح المستهدفة .
واوضحت العجي في حديث معها على هامش ورشة عمل مع الجمعيات الجديدة أمس بفندق الشام التي ستعمل مع البرنامج ،أن هناك ثلاثة برامج مدرسية وأربعة من البرامج العامة،فالبرنامج المدرسي الأول هو برنامج معمول التمر الذي يوزع في المدارس على شكل قطعة واحدة يوميا لكل طالب من الطلاب المداومين بالمدرسة.
والثاني برنامج الوجبات الجاهزة والذي سيطبق حاليا بريف دمشق ويستهدف ٣٣ مدرسة في النشابية ،فيما البرنامج الثالث يستهدف الفئة” ب”اي مجموع الطلاب المتسربين وعادوا الى المدرسة وهذا البرنامج تم تصميمه من قبل اليونسيف بالتعاون مع وزارة التربية ،وهو يساعد الطالب على تعويض الفاقد التعليمي الذي خسره نتيجة ظروف الحرب العدوانية وأدت الى النزوح والتهجير من أماكن سكنهم إلى مناطق اخرى،فالبرنامج يساعد على انجاز عامين بعام واحد ،مثل الصف الأول والثاني يتم بسنة واحدة .لافتة أن برنامج الأغذية العالمي قرر دعم هؤلاء الطلاب بمساعدات غذائية والهدف أولا وأخيرا هو منع عودة التسرب،فالطالب المتسرب بشكل عام ربما لديه ميول للتسرب مرة أخرى وخاصة شريحة الذكور ،للخروج الى سوق العمل،أو مساعدة الأهل بتحسين الوضع المادي، اما مصير العديد من البنات هو الزواج المبكر عند العائلات التي تعاني من وضع اقتصادي سيئ لتوفير الطعام والشراب فتلجأ إلى سحب ابنها وتشجيعه للبحث في سوق العمل والابنة الى الزواج المبكر ،على عكس العائلات المستورة بعض الشيء فتبقي على بناتها في المدارس.
وكي يمنع البرنامج مثل هكذا قصص من عمالة الأطفال وزواج الطفلات قدر المستطاع فقد عمل على دعم طلاب الفئة ب من خلال قسيمة مالية يتم شحنها بشكل شهري بمبلغ مالي معين لكل عائلة لديها طفل أو أكثر مسجلون بالفئة ب وهذه القسيمة شرطية للحصول على الدعم المادي.
وعن كيفية الحصول على أسماء هؤلاء الطلبة أشارت العجي بأن الأسماء تأتي من وزارة التربية، علما أنه لايسجل أي طالب في البرنامج إلا عن طريق الوزارة، وتضيف أنه بعد الحصول على تلك القسائم يتم الاتصال بالعائلات المعنية ،وهم بدورهم يراجعون الجمعيات المتعاقدة مع برنامج الأغذية العالمي،فيسجلون وفق نظام معين وتطبع لهم بطاقات تعطى للعائلات المستهدفة بالمساعدة ،فيها رصيد مالي،حيث تصرف هذه البطاقات لدى المتاجر المتعاقد معها حصرا ليأخذوا ما يحتاجونه من مواد غذائية وألبسة .
يذ كر ان هذا البرنامج منفذ منذ العام الدراسي الماضي ومع اجراءات الكورونا وتعطيل المدارس توقفت عملية التسجيل،لكن العائلات المسجلة بالأساس بقيت تستفيد من هذه الميزة.ومع بداية العام الجديد نظم البرنامج ورشة عمل مع الجمعيات الجديدة التي سوف تعمل مع البرنامج إلا أنه لم تصل أي قائمة من الوزارة بعد.ربما لضغط العمل في المدارس والمديريات لاعتبارات عديدة.
وبينت مسؤولة التغذية أن عدد الطلاب المستفيدين من البرنامج بلغ ٢٥٥٠٠ تلميذ وطالب من الفئة ب بالمنطقة الجنوبية “دمشق وريفها،درعا السويداء،القنيطرة،ويمكن أيضا زيادة أعداد الطلاب المستهدفين وفقا لقوائم الوزارة.
والى جانب البرامج المدرسية يعمل برنامج الأغذية العالمي ايضا على دعم السيدات الحوامل،ودعم الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية،وكذلك دعم العائلات الأشد احتياجا ببرنامج السلة الغذائية المعروف ب” المعونة”والذي هو أكبر برنامج منفذ على الأرض وأكثر انتشارا.
السابق