الثورة – إيمان زرزور:
أصدر الرئيس أحمد الشرع المرسوم رقم 193 الذي نصّ على اعتماد جامعة إدلب كمؤسسة أكاديمية رسمية اعتباراً من تاريخ 2 آب 2015، ودمج كليات جامعة “حلب الشهباء” في مدينة الدانا، إضافة إلى الكليات التابعة لجامعة إدلب في بلدة سلقين، ضمن الجامعة الأم.
وبموجب المرسوم، يُنقل الإداريون العاملون في تلك الكليات إلى ملاك جامعة إدلب مع تسوية أوضاعهم بقرار من وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
وقال رئيس جامعة إدلب زياد عبود: إن المرسوم يمثل دخول الجامعة رسمياً ضمن منظومة الدولة التعليمية، إذ أُدرجت في الموازنة العامة وأصبحت عضواً كاملاً في مجلس التعليم العالي.
وأوضح أن هذه الخطوة ستتيح للجامعة رفع تصنيفها العلمي عالمياً، مشدداً على أن الجامعة تُعتبر من مكتسبات الثورة السورية ولن يتم إغلاق أي كلية أو معهد، بل يجري تطويرها وتنظيمها مع خطط مستقبلية لافتتاح كليات ومعاهد جديدة.
وكانت تأسست جامعة إدلب عام 2015 عقب خروج قوات النظام البائد من المدينة، وبدأت الدراسة فيها في العام الدراسي 2015-2016 استجابةً لحاجة المجتمع المحلي لتأمين كوادر جامعية مؤهلة.
ومنذ ذلك الحين، توسعت الجامعة لتضم 19 كلية و7 معاهد موزعة في إدلب والدانا، ويبلغ عدد طلابها اليوم أكثر من 18 ألف طالب وطالبة، يشرف عليهم أكثر من 600 عضو تدريسي وإداري.
ورغم أنها نشأت في بيئة نزاع غير مستقرة، نجحت الجامعة في الحصول على اعتراف أكاديمي محدود من جهات دولية.
يحمل المرسوم بعداً سياسياً واضحاً، إذ يعكس توجه القيادة السورية الجديدة نحو إعادة الاعتبار للمؤسسات الأكاديمية التي نشأت في ظل الحرب، وإدماجها في مشروع بناء الدولة، كما يشكل اعترافاً بدور الجامعات التي وُلدت من رحم الثورة في الحفاظ على استمرارية التعليم، ويؤكد أن سوريا ما بعد النظام البائد تسعى لترسيخ نهج يقوم على دعم الكفاءات والطاقات البشرية باعتبارها أساس إعادة الإعمار.
من الناحية المجتمعية، يعزز القرار ثقة الطلاب وأسرهم في جدوى الاستثمار في التعليم الجامعي، ويعطي دفعة قوية للعائلات التي عانت من ويلات الحرب لتشجيع أبنائها على استكمال دراستهم، كما يسهم في خلق بيئة تعليمية مستقرة، تسهم بدورها في مكافحة مظاهر الهجرة والبطالة، من خلال تأهيل جيل قادر على قيادة مسيرة التنمية في الداخل.