انتخابات مجلس الشعب محطة فارقة في مستقبل سوريا 

الثورة – سناء عبد الرحمن: 

المشاركة في انتخابات مجلس الشعب لحظة تاريخية، وواجب وطني يعبّر من خلاله السوريون عن إرادتهم الحرة في صياغة مستقبل بلادهم، فهي ليست مجرد إجراء شكلي، بل خطوة أساسية لترسيخ الشرعية الشعبية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس جديدة قائمة على الحرية والديمقراطية.

المحلل السياسي نزار فجر بعريني أكد في حديثه لـ”الثورة” أن تشكيل مجلس الشعب في هذه المرحلة، يُعدّ خطوة فارقة في مسار العملية السياسية الانتقالية في سوريا، فنحن لا نتحدث عن استحقاق عابر أو مجرد إجراء روتيني، بل عن محطة تاريخية ستترك بصمتها على طبيعة شكل ومستقبل الدولة السورية الجديدة برمّتها.

وأشار إلى أنه منذ سقوط النظام البائد في الثامن من ديسمبر 2024، ووصول الحكومة المؤقتة إلى الحكم، كان واضحاً أن التحدي الأكبر أمام السوريين هو استكمال بناء مؤسسات الدولة على أسس شرعية جديدة، واليوم تأتي انتخابات مجلس الشعب كخطوة أساسية في هذا السياق، إذ تندرج في إطار تعزيز العملية السياسية التي دشّنتها القيادة السياسية عقب مخرجات مؤتمر النصر في يناير 2025، وما تبعه من مؤتمر الحوار الوطني في فبراير الذي أفضى إلى إعداد الإعلان الدستوري، المرجعية القانونية العليا للمرحلة.

وأوضح أنه تجرى هذه الانتخابات بموجب المرسوم رقم 66 لعام 2025 الصادر عن السيد الرئيس أحمد الشرع، والقاضي بتشكيل اللجنة العليا للانتخابات استناداً إلى المادة (24) من الإعلان الدستوري. وبناءً على ذلك سيتألف المجلس من 210 أعضاء، يتم اختيار 140 منهم عبر لجان فرعية وهيئات ناخبة ضمن ما يُعرف بالفرز المجتمعي، إذ يضم المجلس 70 بالمئة من الكفاءات وأصحاب التخصصات و30 بالمئة من الأعيان والوجهاء، ثم تجرى المرحلة الثانية بالاقتراع الحر والمباشر والسرّي.

ويضيف بعريني: إن أهمية المجلس الجديد لا تقتصر على كونه سلطة تشريعية انتقالية بولاية مدتها 30 شهراً، بل تنبع من الدور التأسيسي الموكَل إليه: صياغة القوانين الجديدة، إلغاء القوانين الفاسدة، المصادقة على المعاهدات الدولية، إقرار الموازنة العامة، وإعداد دستور دائم يطرح لاحقاً  على الاستفتاء الشعبي، ليكون أساس الانتقال إلى مرحلة مستقرة ودائمة في سوريا.

ولا يخفي بعريني حجم التحديات أمام هذه العملية، سواء كانت إجرائية مرتبطة بظروف المرحلة، ووجود ملايين اللاجئين والنازحين، وما يرافق ذلك من صعوبات في السجلات المدنية، أم سياسية وأمنية مع محاولات قوى التقسيم إفشال العملية السياسية، وتهديد المرشحين عبر القتل والخطف والتحريض الطائفي.

وفي ختام حديثه، يؤكد بعريني أنّ الانتخابات تمثل فرصة تاريخية للسوريين لاختيار ممثليهم الحقيقيين بإرادة حرّة، وإعادة تأسيس السلطة التشريعية على أسس جديدة تعكس إرادة الشعب، وتفتح الطريق لبناء مؤسسات دولة ديمقراطية شفافة قادرة على حماية مكتسبات الثورة وترسيخ الاستقرار، لافتاً إلى أن المشاركة الواسعة اليوم هي الرد الأبلغ على محاولات التخريب، وهي التي ستمنح المجلس شرعية راسخة، وتعزز ثقة السوريين أنهم شركاء حقيقيون في صنع مستقبل وطنهم.

 

آخر الأخبار
"الصحة العالمية": النظام الصحي في غزة مدمر بالكامل  تعزيز استقرار الكهرباء في درعا لتشغيل محطات ضخ المياه الرئيس الشرع يصدر حزمة مراسيم.. تعيينات جديدة وإلغاء قرارات وإحداث مؤسسات  انتخابات مجلس الشعب محطة فارقة في مستقبل سوريا  مرسوم رئاسي باعتماد جامعة إدلب.. خطوة استراتيجية لتعزيز التعليم العالي   ترامب يمدد الطوارئ المتعلقة بسوريا لعام إضافي.. إبقاء العقوبات ومواصلة الضغط  الدوري الأوروبي.. خسارة مفاجئة لروما ونوتنغهام فوريست تكريم وزير التربية للطالب مازن فندي.. إنجاز فردي ورسالة وطنية  الوحدة يُودّع سلة الأندية العربية  فوز هومنتمن على الأهلي حلب في سلة الناشئين هالاند يُحطّم الأرقام مجدداً هل يتواجد ميسي في حفل زفاف كريستيانو وجورجينا؟ إحصائية كارثية لأموريم مع مانشستر يونايتد الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني