الثورة – فؤاد الوادي:
يواصل الاحتلال الاسرائيلي لليوم الـ728 حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أن النظام الصحي في القطاع قد دُمر نهائياً، وأن آلاف الفلسطينيين يعانون إصابات بالغة، بالتزامن مع إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن عشرات آلاف الفلسطينيين يجبرون على النزوح المتكرر وبتكاليف باهظة.
وذكرت وكالة “وفا ” الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي شنّ سلسلة غارات على عدة مناطق وأحياء في غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، وسط تفاقم سوء الأوضاع الإنسانية.
في غضون ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية إن 42,000 شخصٍ في قطاع غزة يعانون من إصابات غيّرت مجرى حياتهم، وإن ربع هذه الإصابات حدثت بين الأطفال.
ووفقاً لتقرير نشرته منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، فإن المصابين في قطاع غزة سيحتاجون إلى رعاية وإعادة تأهيل لسنوات عديدة مقبلة، إذ إن الإصابات التي تغير مجرى الحياة تشكل ربع إجمالي الإصابات المُبلّغ عنها، والتي وصل مجموعها إلى 167,376 شخصاً أُصيبوا منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
بينما واجه أكثر من 5000 شخص عمليات بتر للأطراف.
ووفق المنظمة، تنتشر الإصابات الشديدة الأخرى، بما فيها إصابات الذراعين والساقين، وإصابات الحبل الشوكي، وإصابات الدماغ، والحروق الكبرى، ما يزيد الحاجة إلى خدمات جراحية متخصصة وإعادة التأهيل، ويؤثر بعمق على المرضى وعائلاتهم في جميع أنحاء غزة.
وسلط التقرير الضوء على انتشار إصابات الوجه والعين المعقدة، خاصة بين المرضى المُدرَجين للإخلاء الطبي خارج غزة، وهي حالات غالباً ما تؤدي إلى تشوه وإعاقة ووصم اجتماعي.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فقد كان في غزة حوالي 1300 أخصائي علاج طبيعي و400 أخصائي علاج وظيفي، وقد نزح العديد منهم، بينما قتل الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 42 منهم حتى تاريخ أيلول/سبتمبر 2024.
وفي مؤتمر صحفي للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قال: إن عامين من الصراع تسببا في تدمير النظام الصحي وإلحاق معاناة كبيرة بالفلسطينيين.
وأضاف: “تدمير البنية التحتية المدنية في غزة هائل، وسيستغرق وقتاً طويلاً لإعادة بنائها.
أما الضرر الذي لحق بالناس جسدياً وعقلياً فهو أسوأ من ذلك.
وتوضح البيانات الجديدة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية حجم الضرر الذي لحق بسكان غزة ونظامهم الصحي”.
وأوضح أن منظمة الصحة العالمية دعمت منذ بدء الحرب لإجلاء 7841 مريضاً لتلقي العلاج الطبي خارج غزة.
ومنذ إغلاق معبر رفح في أيار/مايو من العام الماضي، تولت منظمة الصحة العالمية مسؤولية تنسيق جميع عمليات الإجلاء الطبي، وتجري معظم هذه العمليات لإصابات الرضوح (إصابات في الدماغ)، وعلاج السرطان، وأمراض القلب، ورعاية العيون، والتشوهات الخلقية.
وقال تيدروس إن العاملين الصحيين والإنسانيين، بمن فيهم موظفو منظمة الصحة العالمية، عملوا على الأرض في ظل ظروف قاسية وغير آمنة، “وبحد أدنى من الإمدادات والغذاء والنقل والوقود، وقد دفع البعض الثمن الأقصى”.
من جانبه، أوضح ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن أن غزة ليس بها سوى ثمانية أخصائيين لتصنيع الأطراف الصناعية.
وأضاف المسؤول الأممي: “نود التأكيد على أن الإصابات الناجمة عن الصراع تحمل أيضاً تأثيراً نفسياً عميقاً، إذ يكافح الناجون مع الصدمات والفقدان، بينما تظل خدمات الدعم النفسي والاجتماعي نادرة، وهذا يشمل أيضاً مقدمي الرعاية وأسرهم، الذين نركز أيضاً على صحتهم النفسية”.
وشدد بيبركورن على أهمية دمج وتوسيع نطاق الدعم النفسي والاجتماعي جنباً إلى جنب مع إعادة التأهيل، وضرورة توفير حماية عاجلة للرعاية الصحية، ووصول الإمدادات والوقود دون عوائق، وإزالة القيود على دخول المستلزمات الطبية الأساسية، بما فيها الأجهزة المساعدة.
في الأثناء، شددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على أن عشرات آلاف الفلسطينيين يجبرون على النزوح المتكرر بتكاليف باهظة في قطاع غزة، لافتة إلى أنه لا يزال الوصول للغذاء والماء محدوداً.
وطالبت الوكالة بوقف إطلاق النار حالاً في قطاع غزة ووصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن.
سياسياً، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمد نزال، إن الحركة ستعلن قريباً جداً موقفها من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً أن من حق المقاومة أن تُبدي ملاحظاتها بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني.