الثورة – إيمان زرزور:
كرّم وزير التربية والتعليم محمد عبد الرحمن تركو، الطالب مازن فندي من محافظة حماة، عقب حصوله على المركز الثالث في بطولة العالم للشطرنج لفئة تحت 12 عاماً، التي استضافتها مدينة ألماتي الكازاخية أواخر أيلول الماضي.
أكد الوزير تركو، خلال حفل التكريم، أن الوزارة حريصة على تبني المواهب الاستثنائية ورعاية الطلاب المتميزين، موضحاً أن الطالب مازن سيخضع لبرنامج تدريبي خاص بإشراف خبراء متخصصين في اللعبة، بما يمكّنه من المنافسة على المراتب الأولى عالمياً، والوصول إلى لقب بطل العالم في البطولات المقبلة.
يحمل هذا التكريم بعداً يتجاوز الإنجاز الرياضي ليعكس “رمزية سياسية وثقافية واجتماعية”، إذ يمثل التفوق العالمي لشاب سوري صغير رسالة واضحة بأن سوريا الجديدة تسعى إلى ترسيخ نهج يقوم على دعم الكفاءات والقدرات البشرية، بعد سنوات الحرب والتدمير.
فالحدث يعكس إصرار الدولة على استثمار الطاقات الشابة وإعادة الاعتبار للقيم الإنسانية وحقوق الأطفال والشباب في التعليم والتفوق، بعيداً عن التهميش أو التسييس الذي ارتبط بعهد النظام البائد.
كما أن مشاركة مازن فندي في بطولة عالمية جمعت أكثر من 800 لاعب من 84 دولة، وتحقيقه المركز الثالث، ثم تكريمه رسمياً، يسهم في ترسيخ صورة إيجابية لسوريا في المحافل الدولية، فالتكريم لا يقتصر على الداخل السوري، بل يوجّه للخارج رسالة بأن سوريا قادرة على الانفتاح على العالم عبر العلم والثقافة والرياضة، لا عبر الحروب والصراعات.
على المستوى المجتمعي، يمثّل التكريم قدوة محفّزة لبقية الطلاب، ويؤكد أن المثابرة والالتزام يمكن أن يفتحا آفاقاً واسعة حتى في ظل الظروف الصعبة.
كما يعزز ثقة العائلات بأهمية الاستثمار في تعليم أبنائها، ويجعل التفوق الفردي استثماراً في مستقبل الوطن بأسره.
ويفتح تكريم مازن فندي باب النقاش حول ضرورة صياغة استراتيجية وطنية لاكتشاف ورعاية المواهب في مختلف المجالات: الرياضية، العلمية والفنية، فنجاح طالب واحد يمكن أن يتحول إلى نموذج يُحتذى به إذا وُجدت بيئة حاضنة تشجع التعليم والإبداع، بما يعزز مكانة سوريا دولياً كبلد يقدّم الكفاءات بدلاً من الأزمات.
وشهدت البطولة العالمية للشطرنج للفئات العمرية، التي أُقيمت بين 19 و30 أيلول 2025 في مدينة ألماتي، أجواء تنافسية عالية المستوى، إذ يُنظر إلى إنجاز الطالب السوري على أنه إنجاز وطني جامع يعكس القدرات الكبيرة للأجيال الجديدة، ويبرهن على أن سوريا قادرة على استعادة مكانتها في مختلف المجالات عبر أبنائها.