لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟

الثورة – علي إسماعيل :

لم يعد الصراع في أوكرانيا مجرد مواجهة ميدانية بل تحول إلى حرب إرادات عابرة للحدود، فقرار الولايات المتحدة تزويد كييف بمعلومات استخباراتية متقدمة لاستهداف البنية التحتية للطاقة داخل روسيا يمثل نقلة نوعية تحمل رسائل أعمق مما يبدو ظاهره.

منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، اتبعت واشنطن وحلفاؤها سياسة تقوم على “الدعم المحسوب” لكييف من إمداد بالأسلحة والتدريب والتكنولوجيا، لكن مع حرص شديد على عدم تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تفضي إلى مواجهة مباشرة مع موسكو، إلا أن التطور الأخير، الذي كشفت عنه وول ستريت جورنال، يعكس انتقالًا من سياسة ردع روسيا إلى محاولة استنزافها اقتصادياً من الداخل عبر استهداف عصبها الحيوي النفط والغاز.

صحيفة وول ستريت جورنال قالت: إن الولايات المتحدة قررت تزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية متقدمة لتوجيه ضربات صاروخية بعيدة المدى للبنية التحتية للطاقة داخل روسيا.

وذكرت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن هذا التطور يفتح المجال أمام كييف لاستهداف المصافي وخطوط الأنابيب ومحطات الكهرباء بهدف تقليص عائدات موسكو من النفط والغاز.

وأضافت أن واشنطن طلبت من دول حلف الناتو تقديم دعم مماثل، في وقت تدرس فيه الإدارة الأميركية إرسال مزيد من الأسلحة القادرة على توسيع نطاق الهجمات الأوكرانية.
ما وراء القرار يكمن في أن ضرب المصافي وخطوط الأنابيب لا يعني فقط إضعاف قدرة روسيا على تمويل الحرب، بل يوجه ضربة سياسية للرئيس فلاديمير بوتين الذي بنى شرعيته على قوة صادرات الطاقة.

واشنطن تريد القول أيضاً لحلف الناتو بعد مطالبته بتقديم دعم مماثل، إنها ترغب في توزيع المخاطر وعدم الظهور وكأنها تخوض المواجهة منفردة، ما يفتح باباً لمزيد من التنسيق الاستخباراتي غير المعلن.

واشنطن تدرك أن استهداف العمق الروسي قد يثير رد فعل عسكري عنيف، لكنها تراهن على أن موسكو، المثقلة بالعقوبات والجبهة الأوكرانية، ستكتفي بخطاب تهديدي أكثر من خطوات عملية تغير قواعد اللعبة.

خبراء الأمن يقولون إنه من المحتمل أن يدفع هذا التطور روسيا إلى تعزيز دفاعاتها السيبرانية والجوية، وربما توسيع هجماتها المضادة على البنية التحتية الأوكرانية.

يقول محللون: إن أي خلل في صادرات الطاقة الروسية سينعكس على الأسواق العالمية، خصوصاً أوروبا التي لا تزال مرتبطة جزئياً بالغاز الروسي رغم محاولات الفكاك.

القرار بجملته هو محاولة لاستنزاف روسيا اقتصادياً من دون الانجرار إلى مواجهة مباشرة، لكن هل تطابق حسابات غرف الاستخبارات ردود الأفعال في ساحات المعارك؟ وهل تبقى الحرب باردة ساخنة، أم تقترب من عتبة مواجهة أوسع ؟.

آخر الأخبار
شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا شراكة مجتمعية لترميم مدرسة في الضمير إسرائيل تمنع 14 سفينة مساعدات لغزة وتثير انتقادات دولية "حماس" تدرس خطة ترامب.. والبيت الأبيض ينتظر الرد مبعوث جديد إلى سوريا.. فهل من دور؟ مقاومة المضادات الحيوية.. استراتيجية لمواجهة تهديد عالمي مشترك استراتيجية "قسد" في تفكيك المجتمعات المحلية ونسف الهوية الوطنية ملتقى التوظيف جسر نحو بناء مستقبل مهني لطالبي العمل خبير بالقانون الدولي: السلطة التشريعية الرافعة الأساس لنهوض الوطن وتعافيه السياحة تستقطب الاستثمارات المحققة للعوائد والمعززة للنمو الاقتصادي عبد المنعم حلبي: استعادة الثقة أهم أولويات البرلمان الجديد قروض حسنة بلا فوائد.. كيف نضمن وصول الدعم للمنتجين؟ مراكز دعم وتوجيه في جامعة حمص لاستقبال المتقدمين للمفاضلة تأهيل بنى تحتية وتطوير خدمات تجارية في "الشيخ نجار الصناعية" "مدينتي".. جامعة حلب تسهّل عملية حجز غرفة في السكن الجامعي