ثورة أون لاين – سعاد زاهر:
اخترنا أن يكون أولى استطلاعات صحيفة الثورة حول التعليم، وتحديداً الدروس الخصوصية.
جاء السؤال على الشكل التالي: (ما أسباب انتشار حمى الدروس الخصوصية…..؟)
احتلت نسبة تراجع مستوى التعليم العام، المرتبة الأولى، بنسبة ( 43%) تلاها بند تدني الرواتب وضعف أجور المدرسين بنسبة ( 30%).
واقتربت نسبة ضعف التأسيس في مراحل التعليم الأولى بنسبة ( 14 %) مع صعوبة المنهاج الذي احتل المركز الأخير بنسبة 13 %.
من خلال النتائج التي تلمسناها عبر وضعها على منصة الثورة (التليغرام) طيلة أسبوع كامل، إن أهم سبب لانتشار الدروس الخصوصية، تراجع مستوى التعليم العام، ودون الغوص في تفاصيل وحيثيات هذا التراجع الذي بدأ منذ فترة طويلة، إلا أننا بدأنا نعيش نتائج هذا التراجع بشكل أكبر خلال السنوات الأخيرة، ومع احتلال نسبة تدني الرواتب وضعف أجور المدرسين، المرتبة الثانية نكتشف بالتأكيد أهم خلل يعاني منه التعليم العام، حيث يفقد المدرس حماسه وقدرته على بذل الجهد الكبر، لقاء هذا الأجر الزهيد الذي يتقاضاه.
ومع فارق ضئيل في البندين الأخيرين (ضعف التأسيس في مراحل التعليم الأولى، وصعوبة المنهاج) فإن الاشتغال على البندين الأولين يفضي غالباً إلى تحسن شروط العلمية التعليمية كلها، من تمتين التأسيس، وإيجاد سبل ووسائل تعليمية تقرب المناهج إلى الأذهان وتحبب الطلاب بالمنهاج مهما كانت نوعيته وصعوبته.
في استطلاعنا الحالي، تلمسنا بدقة أسباب الخلل، بالتالي نستنتج أن مرونة العملية التعليمية، والتعاطي معها بتحديث تتطلبه المرحلة الحرجة التي تعيشها بلدنا، مع فكفكة مكامن الخلل، والاشتغال عليها كجزيئات منفصلة، تحتاج إلى مغناطيس جاذب من جانب المعنيين، كي يعيد الاتصال فيما بينها وبين نبض الحياة التعليمية.
خاصة وأننا تلمسنا في استطلاعنا الحالي مدى ترابط الأسباب، فالعملية التعليمية متكاملة، هي لا تبدأ في المدرسة وتنتهي عند الأهل، بل عبارة عن أدوار جماعية محورها الطالب، ولكن
البطولة الخفية لمجتمع لن يرى النور الذي نحلم بلمسه جميعاً في ظرفنا الحالك.. طالما يد العبث تطال مقدراته التعليمية!.