الثورة أون لاين – رامز محفوظ:
مع قرب موعد الانتخابات الأميركية، وبالرغم من أن مؤشرات الفوز بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن لم تحسم بعد، إلا أن الكفة بدأت ترجح لصالح بايدن، الأمر الذي يدفع ترامب للشعور أكثر بالخطر والخوف من الهزيمة، وهذا ما دلت عليه تصريحاته الأخيرة بأنه سيغادر أميركا في حال هزيمته.
فعلى ما يبدو أن الرئيس الأميركي الحالي بات في وضع حرج لا يحسد عليه مع انخفاض نسبة مؤيديه في الانتخابات القادمة نتيجة سوء إدارته لملف كورونا وارتفاع أرقام الوفيات في أميركا نتيجة استهتاره وعدم اكتراثه بحياة المواطنين الأميركيين، فضلاً عن عنصرية شرطته المفرطة وممارستها المستمرة للبلطجة بحق الأميركيين الملونين من ذوي البشرة السمراء الذين باتت ميول معظمهم نحو المرشح بايدن، بالإضافة لفشله في إدارة الملفات الخارجية التي انعكست سلباً على الاقتصاد الأميركي.
وسط هذه المعطيات التي تسلط الضوء على حقيقة ما يجري في الداخل الأميركي قبيل الانتخابات يحاول كل من ترامب وبايدن استمالة المشاركين بالتصويت المبكر، مع تكثيف حملتيهما الانتخابيتين، قبل إجراء آخر مناظرة بينهما يوم الخميس المقبل.
وتوجه ترامب اليوم الأحد إلى ولاية نيفادا، وهي ولاية مهمة أدلى فيها مئة ألف ناخب بأصواتهم بالفعل وفقاً لبيانات الولاية، وسيشارك ترامب في فعاليات انتخابية يومياً حتى موعد المناظرة المقررة في فلوريدا، حيث سيتوجه إلى أريزونا ونورث كارولينا، حسبما قال المتحدث باسم حملته تيم ميرتو.
أما بايدن فتوجه إلى نورث كارولينا التي أدلى فيها 1.2 مليون ناخب مبكراً بأصواتهم، وفقاً لبيانات الولاية.
وتشير بيانات موقع مشروع الانتخابات الأميركية إلى أن 25.83 مليون شخص أدلوا بالفعل مبكراً بأصواتهم في الاقتراع. ويرجع السبب في هذا الإقبال على التصويت المبكر إلى مخاوف بشأن السلامة بسبب جائحة فيروس كورونا، التي أودت بحياة أكثر من 218 ألف أميركي وأصابت 8.1 ملايين آخرين.
ويتقدم “الديمقراطيون” بشكل ملحوظ في الانتخابات المبكرة عن طريق البريد، وتفيد بيانات موقع مشروع الانتخابات الأميركية الذي تديره جامعة فلوريدا بأن 5.8 ملايين من مناصري الحزب الديمقراطي أدلوا بأصواتهم من إجمالي 10.6 ملايين ناخب أدلوا بأصواتهم عن طريق البريد.
ومع شعور ترامب بالخطر والخوف من هزيمته القادمة أشار إلى أنه قد يضطر إلى مغادرة البلاد إذا خسر الانتخابات أمام بايدن، وقال أثناء مؤتمر انتخابي له في مدينة ماكون بولاية جورجيا الأميركية، إنه “سيشعر بضغط كبير إذا خسر أمام ما وصفه بأنه أسوأ مرشح للانتخابات في تاريخ انتخابات الرئاسة”، لافتاً إلى أنه ربما يضطر إلى مغادرة البلاد، وهذا يقود إلى سؤال مهم: هل سيفعلها ترامب حقاً ويغادر أميركا بحال خسارته، وهل سيرتاح العالم عندها من سياساته الكارثية على الأمن والاستقرار الدوليين؟.