الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
إنجاز تاريخي آخر تسجله إيران مع انتهاء الحظر التسليحي الدولي عليها، والذي يشكل بكل تأكيد صفعة جديدة للولايات المتحدة وعقوباتها الجائرة، بعد هزيمتها الأخيرة في مجلس الأمن الذي رفض أغلبية أعضائه، بمن فيهم الدول الغربية الحليفة لها إعادة فرض العقوبات تحت مسمى “آلية الزناد” لعدم شرعيتها وقانونيتها.
واليوم إذ أعلنت إيران عن انتهاء سريان الحظر الدولي على تسلحها، مع الإشارة إلى أن رفع حظر التسلح سيسمح لها باستيراد وتصدير السلاح وإجراء التعاملات المالية المرتبطة بذلك وفقاً لسياساتها الدفاعية، وبأن ذلك يتم بشكل آلي ولا يحتاج لبيان أو قرار جديد من مجلس الأمن الدولي حسب بيان لوزارة خارجيتها، فإنها تجدد التأكيد على ما أكدت عليه سابقاً، وهو أنها لا ترى مكاناً لأسلحة الدمار الشامل في استراتيجيتها الدفاعية.
هذا الإنجاز الجديد الذي تم رغم أنف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وانسحابه المنفرد من الاتفاق النووي رغم معارضة الدول الأوروبية الموقعة عليه، رأت فيه الخارجية الإيرانية أنه فرصة قوية ومنذ اليوم لإمكانية تأمين أي أسلحة أو معدات تلزمها ومن أي مصدر كان ودون أي قيود قانونية وبناء على الحاجات الدفاعية، مؤكدة ذلك في قولها: “لن نعترف بفرض أي قيود مالية أو اقتصادية أو في مجال الطاقة والتسلح”، وشددت على أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ملزمة بسن قوانينها وأنظمتها بقرار رفع حظر التسلح على الرغم من جهود واشنطن لتقويض مصالح طهران في الاتفاق النووي.
وقالت إن على الولايات المتحدة أن تتخلى عن نهجها المدمر تجاه القرار 2231، وتابعت: “على واشنطن العودة إلى الامتثال الكامل بالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، ووقف الأعمال المخالفة للقانون الدولي وتجاهل النظام الدولي، وتجنب إثارة عدم الاستقرار في غرب آسيا”.
ومع هذه الخطوة التي تأتي عقب تمكن إيران من تأمين حاجاتها الدفاعية رغم العقوبات الأميركية، فإن طهران تعتبر أن تطبيع التعاون الدفاعي مع العالم، بدءاً من اليوم، هو انتصار لنهج التعددية وكذلك للسلام والأمن في المنطقة، وفق تأكيد وزير خارجيتها محمد جواد ظريف، الذي كتب تغريدة اليوم على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قال فيها “يوم مهم جداً للمجتمع الدولي – في معارضة محاولات الولايات المتحدة العدائية- الذي صان القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والاتفاق النووي”.
إيران التي جددت انتصارها اليوم، أعادت التأكيد مجدداً أنها لم تكن البادئة بأي حرب في التاريخ المعاصر.. ومع الحجم الكبير من الإرهاب الذي يضرب المنطقة والذي لم يكن ليتم لولا وجود شبكة دولية برعاية غربية، علقت إيران على أن تجارة الأسلحة المربحة بين الدول الغربية وبعض دول المنطقة بالتأكيد على أنها أدت بشكل لافت إلى ارتكاب جرائم الحرب في الشرق الأوسط.
وانتهت اليوم القيود التسليحية على إيران بعد 5 أعوام من الحظر، وفقاً للملحق “5” من الاتفاق النووي والملحق “ب” من القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي عام 2015م بعد التوقيع على الاتفاق النووي، الذي تم مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، و ينص على رفع العقوبات الدولية عن طهران وإلغاء الحظر على تسلحها في غضون 5 سنوات.