الثورة – نيفين أحمد:
بالتزامن مع موسم الحصاد الزراعي في شمال شرقي سوريا، أطلقت وزارة الطوارئ والكوارث عملية استجابة طارئة لمكافحة سلسلة من حرائق المحاصيل التي اندلعت في مناطق تل أبيض في الرقة ورأس العين في الحسكة. وتأتي هذه المهمة ضمن خطّة طوارئ موسعة تهدف إلى تقليص خسائرالإنتاج الزراعي في مناطق تصنف على أنها سلة غذاء رئيسية للسكان المحليين.
وشملت المهمة نشر 34 عنصراً من الدفاع المدني السوري العامل في مناطق شمال حلب والحسكة، ممن تلقوا تدريبات متقدّمة في مكافحة حرائق المحاصيل وهي نوع من الحرائق يتميّز بسرعته العالية في الانتشار بسبب كثافة الغطاء النباتي الجاف والرياح الموسمية القوية في المنطقة. وتمّ تزويد الفريق بأكثر من عشر آليات إطفاء متخصصة، بالإضافة إلى معدّات فردية للحماية والاتصال، فضلاً عن وحدات متنقلة لدعم الإمداد اللوجستي في الميدان وفق الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”.
وبحسب إفادات محلية شهدت المنطقة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الحرائق مقارنة بالعام الماضي، حيث أُحرقت عشرات الهكتارات من القمح والشعير، مما تسبب بخسائر جسيمة للمزارعين، خصوصاً أن هذه المناطق تعتمد بشكل شبه كلي على الزراعة كمصدر دخل رئيسي. وتشير تقديرات محلية إلى أن حوالي 1200 دونم من المحاصيل قد تضررت خلال أسبوع واحد فقط. من جهتها حذّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) في تقريرها الأخير من أن استمرار تضرر الإنتاج الزراعي في سوريا قد يؤدي إلى فجوات غذائية خطيرة، لاسيما في ظلّ انخفاض القدرة الشرائية للسكان وارتفاع أسعار الحبوب عالميا. وأوصت المنظمة بتعزيز إجراءات الحماية المبكرة من الحرائق، من خلال تدريب المجتمعات المحلية وتوفير معدّات مراقبة حرارية ورصد جوي.