من وعد بلفور إلى جريمة ترامب.. الفلسطينيون متمسكون بخيارهم المقاوم

الثورة أون لاين – ناصر منذر:

في مرحلة هي الأشد خطورة على القضية الفلسطينية اليوم، تأتي الذكرى الثالثة بعد المئة لوعد بلفور المشؤوم وسط تزاحم المشاريع الصهيونية والأميركية الجارية الآن لتصفية الوجود الفلسطيني عبر ” صفقة القرن” التي تشكل امتداداً واستكمالاً للوعد المشؤوم، الذي صدر في الثاني من تشرين الثاني عام 1917، والذي شكّل نقطة البداية في بناء المداميك الأولى للمشروع التوسعي الاستيطاني التهويدي الصهيوني للأرض الفلسطينية، هذا الوعد الذي أعطى فيه من لا يملك وعداً لمن لا يستحق من أجل إقامة ما يسمى بالوطن القومي لليهود على أنقاض الشعب الفلسطيني وأرضه، وعلى حساب دماء عشرات الآلاف من أبناء فلسطين المحتلة الذين سقطوا منذ حملات التطهير العرقي الصهيوني وقتذاك، وحتى اليوم.
“إعلان بلفور” الذي مهدت من خلاله بريطانيا لزرع الكيان الصهيوني على أرض فلسطين التاريخية، ليكون ذراعاً إرهابياً للغرب الاستعماري، شكّل الخطوة الأولى لهذا الغرب على طريق إقامة الكيان الغاصب استجابة مع رغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب متجذر في هذه الأرض منذ آلاف السنين، وجاء على شكل تصريح موجه من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور في حكومة ديفيد لويد جورج في الثاني من تشرين الثاني عام 1917، إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، وقد عرضت الحكومة البريطانية آنذاك نص تصريح بلفور على الرئيس الأميركي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسمياً سنة 1918، ثم تبعها الرئيس الأميركي ولسون رسمياً وعلنياً سنة 1919، وكذلك اليابان، وفي 25 نيسان عام 1920 وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع إعلان بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب، وفي 24 تموز عام 1922 وافق مجلس عصبة الأمم المتحدة على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في 29 أيلول 1923، وبذلك تكون دول الغرب الاستعماري كلها شريكة في هذه الجريمة التاريخية بحق الشعب الفلسطيني.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، فإن جريمة بريطانيا مستمرة ومتواصلة في دعم هذا الكيان العنصري، وكذلك توفر له القوى الاستعمارية الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة المظلة والحماية والدعم بكل أشكاله، لكي يواصل عدوانه وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، لتكتمل فصول تلك المؤامرة اليوم بـ” صفقة القرن” التي أعلن بنودها مطلع العام الجاري في ظل صمت المجتمع الدولي، وتهليل وتصفيق الأعراب المهرولين إلى الحضن الصهيوني على متن قطار التطبيع المجاني.
اليوم وبعد مرور مئة وثلاثة أعوام على الوعد المشؤوم، وبفضل الدعم الغربي المفرط للكيان الصهيوني، يستحوذ هذا الكيان على أكثر من ثلثي أراضي فلسطين التاريخية، في وقت يواصل فيه توسعه الاستيطاني في أراضي الضفة الغربية والقدس، تمهيداً لابتلاع ما تبقى من أراض فلسطينية، كما ويشكل أكبر تهديد وخطر على الأمن والسلم الدوليين بامتلاكه ترسانة نووية كبيرة، إضافة إلى أنه يشكل الداعم الأبرز للتنظيمات الإرهابية التي تستهدف بجرائمها أمن واستقرار شعوب المنطقة، والأدهى من ذلك أن هذا الكيان الغاصب يحظى بعضوية الأمم المتحدة بضغط من دول الغرب الاستعماري، ليكون بذلك أول كيان مسخ في تاريخ النظام السياسي العالمي، علماً أنه كيان محتل، نشأ على أراضي الشعب الفلسطيني، بعدما ارتكب بحقه أفظع المجازر الوحشية، وهجره من أرضه بقوة السلاح، تحت الحماية البريطانية والأميركية والغربية على وجه العموم.
منذ وعد بلفور المشؤوم وحتى وعد ترامب الذي لا يقل شؤماً، والشعب الفلسطيني لا يزال يعاني من الظلم والقمع والاستبداد، ولكنه في المقابل لم يتوقف يوماً عن مقارعة الاحتلال، ولم يتنازل أبداً عن حقوقه التاريخية، ويؤكد كل يوم تمسكه بأرضه وحقوقه وثوابته الوطنية، وهو أكثر إصراراً اليوم على مواصلة الصمود والمقاومة حتى دحر الاحتلال، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

آخر الأخبار
بأغلبية ساحقة.. الجمعية العامة تتبنى إعلاناً حول حل الدولتين توافق دولي في مجلس الأمن على دعم التعاون السوري – الدولي لإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية اللجنة العليا للانتخابات: إغلاق باب الترشح وإعلان الأسماء الأولية قريباً الرئيس الشرع يستقبل الأدميرال تشارلز برادلي كوبر قائد القيادة المركزية الأمريكية دخول 31 شاحنة مساعدات إنسانية أردنية قطرية عبر مركز نصيب ترحيل القمامة والركام من شوارع طفس "التربية والتعليم": قبول شرطي للعائدين من الخارج وزيرة الشؤون الاجتماعية: مذكرة التفاهم مع الحبتور تستهدف ذوي الإعاقة وإصابات الحرب مهرجان «صنع في سوريا» في الزبداني… منصة لدعم المنتج المحلي وتخفيف الأعباء المعيشية خطوات صغيرة وأثر كبير.. أطفال المزة  ينشرون ثقافة النظافة محافظ حماة يفتتح "المضافة العربية" لتعزيز التواصل مع شيوخ القبائل   " التعاون الخليجي" يجدد إدانته للعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية  البرلمان الأوروبي يدين  منع "إسرائيل " المساعدات عن غزة ويدعو لفتح المعابر  تفاقم أزمة المواصلات في ريف القرداحة  منحة نفطية سعودية لسوريا… خطوة لتعزيز الاقتصاد والعلاقات الثنائية  انطلاقة جديدة لاتحاد المبارزة  نتائج جيدة لطاولتنا عربياً  اتحاد الطائرة يستكمل منافسات الدوري التصنيفي الذكاء الاصطناعي يصدم ريال مدريد وبرشلونة مفاجأة ألكاراز.. تسريحة شعر خارجة عن المألوف