الثورة أون لاين – فؤاد مسعد:
كما أنه كبير في فنه وإبداعه كذلك في تواضعه، إنه الفنان حسام تحسين بك الذي يمتد عطاؤه إلى سنين طويلة خاض خلالها العديد من الفنون التي شكّلت شخصيته الفنية الإبداعية، وامتاز في التمثيل بأدائه الدافئ حتى في أشد المشاهد قسوة وغضباً مانحاً إياها دفقاً من روحه وإحساسه العالي. وخلال الموسم الدرامي الجديد شارك حتى الآن في ثلاثة أعمال تلفزيونية على صعيد التمثيل، هي عشارية (انتقام بارد) إخراج سيف السبيعي وتأليف نعيم الحمصي، عشارية (بنات الماريونيت) إخراج مخلص الصالح وتأليف رامي المدني، ومسلسل (ولاد سلطان) إخراج غزوان قهوجي وتأليف سعيد الحناوي الذي يتناول حكايات إنسانية تنطلق من صراع الإخوة حول المال والسلطة ومتطلبات النفس. ويُنتظر أن تدور خلال وقت قريب كاميرا مسلسل (الكندوش) إخراج سمير حسين والذي كتب نصه الفنان حسام تحسين بك ويؤدي إحدى شخصياته، حيث يقع العمل في ستين حلقة وتدور أحداثه ضمن إطار البيئة الشامية.
يتحدث الفنان حسام تحسين بك عن سبب تسمية المسلسل مؤكداً أن هناك مبرراً درامياً لذلك، فالتسمية لم تأتِ عن عبث، يقول: (الاسم ليس مُقحماً والكندوش محور أساسي في العمل، فهناك شخص يعتقد أن “عزمي بك” سيطر على أهل الحارة بواسطة الكندوش الذي يملكه فيحرقه له وفيما بعد يعمل على امتلاك كندوش لنفسه)، ويشير إلى أن الكندوش وعاء طوله أكثر من مترين يتم وضع الحبوب فيه وشكله موشوري، له فتحة عندما تُسحب تنزل الحبوب منه، أما عن رأيه في الأعمال الشامية والاختلاف الذي يحمله المسلسل الجديد، فيقول: للأسف إننا منذ سنوات نتصدر الشاشات بأعمال بيئة مشوّهة أقحموا فيها مشكلات غير موجودة فيها بقصد شد الناس، ولكن ما نقدمه في المسلسل هنا مختلف تماماً وهو شبه وثيقة عن البيئة الشامية، وقد كتبت العمل بدافع الغيرة على بيئتنا، ولم أعتمد على القيل والقال أو على مراجع قرأتها وإنما اعتمدت على حياة وأحداث عشتها، فأنا ابن هذه بيئة، وهناك أحداث حقيقية اشتغلت عليها بعيداً عن المبالغة لتقديم عمل بسيط وصادق، وأقول انه في أي مجتمع هناك السلبيات والإيجابيات، ولكن الإيجابيات هنا أكبر إذ نحكي عن السمات الأساسية التي تبلغ نسبة وجودها عند الناس في هذه البيئة 90%، فالعمل يحكي عن الشخصية المحترمة التي لها حضورها ونسبتها عالية في المجتمع.
يشير الفنان حسام تحسين بك إلى أنه يجسد في العمل الجديد دور الحلاق سعيد الذي يرى بنفسه حكيماً وينتج عن ذلك مواقف طريفة بينه وبين جاره العطار الذي يعتبر نفسه هو الآخر حكيماً يداوي الناس، وحول إيقاع الحالة الكوميدية في العمل يؤكد أنها نابعة من إيقاع الحياة، موضحاً أن المسلسل يضم أكثر من ثلاثين أغنية تحاكي ذلك الوقت، يقول: (لن تكون كلها عبارة عن أغانٍ، فهناك ضرير يمر في الحارة ليلاً يقول وطنيات ورحمانيات وأدبيات، كما أن هناك أغاني يتم تداولها في المقهى، حيث يقوم “أبو حدو” بعيش حبه للفن في المقهى فيحكي حكايات الحكواتي ويغني، وبالتالي ما نقدمه من أغنيات لن يكون مقحماً وإنما يخدم النص ويحاكي المرحلة التاريخية التي تجري فيها الأحداث)، ويشدد الفنان حسام تحسين بك على أن العمل يضم مئة وأربع وتسعين شخصية ما يُنبئ بمدى ضخامته كما أن البطولات فيه كثيرة وجماعية.