الثورة أون لاين – هناء الدوبري:
الشعر يحيا في الصدور ويبقى بهيا نديا واذا لم يكن كذلك فالموت كما يرى البعض مصيره اما انه اليوم للتامل فهذا ليس صحيحا …اكلما أردت ان تتذوق مقطعا شعريا تفتح كتابا
.
ولماذا لم يكن الشعر سابقا هكذا …سؤال محدد طرحناه على الكثيرين لنرى ان كان الشعر مازال يختار طريقا إلى القلب والصدور ليبقى بهيا
هل تحفظ مقطعا شعريا لشاعر حالي… إذا كان نعم فمن هو… وهل ترى أن الشعر الحالي قابل للحفظ…؟
جاءت الإجابات على الشكل التالي…عبير طالبة جامعية قالت أحفظ هذا :
“تعالي لأهديك جديدي
خلقه اللّه وحيدي
فيه حبك ملء الدنى
إنه وتيني وريدي
فماذا تريدين أكثر ؟
هو الأغلى في كلّ عيدي
فاقبليه ولا تتأففي
وهاك فوقه أحلى قصيدي”
هذا مقطع شعري لأستاذها صديق علي الذي يكتب الشعّر ويشارك في الأمسيات الشعرية التي تقام في المراكز الثقافية لكنّه إلى اليوم لم يتمكن
من طباعة أيّ ديوان رغم جاهزيتها لديه إلاّ أنّ التكلفة المادية غير متوفرة.
وعبير تحبّ الشّعر شريطة أن يكون بالفصحى وتنقد بشدّة الشعر المحكي إذا صحّت تسميته بذلك..
أما هبة طالبة جامعية وتعمل في الصحافة تقول:أنا لا أؤمن بالشّعر الحديث لأنه يختلف كثيرا عن الشّعر القديم في الأسلوب و المضمون وبرأيها لا يحمل في طياته معنى حقيقيا أو فكرا أو رسالة معنية وليس فيه سبكا وبلاغة رصينة ولغة سليمة كما الشّعر القديم …
جعفر طالب جامعي في كلية الحقوق يحبُّ الشّعر كثيرا ويجد أنه لا يوجد أجمل من محمود درويش و نزار قباني و جبران خليل جبران ، ويجد ان الشّعر قابل للحفظ نظراً لتوفّر التكنولوجيا و الانترنت ويقوم كما أقرانه باستخدام الشّعر في حالات فيسبوكية تعبّر عن حالته النفسية فيستعين بالشعراء في حزنه وفرحه وينشر مقاطع شعرية إمّا مكتوبة أو فيديوهاته لشعراء كبار ترافقها موسيقى مناسبة في عملية مونتاج بسيطة وبالتالي يسهم بشكل أو بآخر بانتشار الشّعر….
سعاد مدرّسة لغة انكليزية تقول أنها لا تحفظ لأيّ شاعر حالي السبب أن شعرهم سهل الألفاظ وغير موزون ، و معظم الشّعر الحديث برأيها لا طعم له ولا رائحة ،والأهم أن المواضيع والأفكار الشعرية ليست بالمستوى الثقافي للقارئ الذوّاق وإن حصل و تناول هذا الشّعر الهمّ اليومي يأتي بطريقة السفسفة الشعرية …
الكاتب والشاعر باسم سليمان يجد أنه ليس مطلوب من الشّعر أن يكون قابلاً للحفظ…
وهو لا يحفظ بمعنى أن يعيد مقطعاً أو قصيدة كما هو الحال مع شعر العمود أو التفعيلة ، حتى مع قصائده ذات الحالة …
ويرى أيضاً أن قصيدة النثر ليست قصيدة للحفظ بل للتأمّل ومن هذا يصبح الحفظ مضاداً لشعريتها ، لأن شعريّة قصيدة النثر تحقق بالقراءة البصرية لا الصائتة _السمعية_
وهذا الكلام ينطبق على قصيدة النثر التي يكتبها …الأديب والكاتب أسامة الماغوط يقول:
الشعر هو شعر،والشعر الجميل يمكن أن يكون قديم حديث ليس مهم الزمن فهناك شعراء رائعون يسمون تحت راية الشعر الحداثة أو الشعر النثري لهم إسهامات كبيرة، لهم قصائد ودواوين من الشعر مذهلة وهناك أيضاً بنفس الوقت قصائد كلاسيكية لا أحتمل سماعها…
الجميل بالشعر هو تلك الفرادة التي يلتقطها ذلك الاحساس الذي يمنحه ذلك التكثيف وأعتقد أنّ الشّعر الحديث الناجح يعتمد على التكثيف والإدهاش إذا امتلك الشاعر هاتين الخاصيتين فسيكون شاعراً رائعاً، بالتالي لا نستطيع أن نقسّم الشّعر زمنياً من حيث الذائقة والجمالية، بالإضافة إلى أنّ هناك مشكلة الآن وهي أن الكثير من الأشخاص يطلقون على أنفسهم شعراء ، هناك استسهال لهذا الموضوع، لكن الميزة العامة مع الأسف قلّة الثقافة وقلّة القراءة ما ينعكس سلباً على انخفاض مستوى الشّعر، فمن كان سابقاً يقول عن نفسه أنّه شاعر كان بالتأكيد مثقّف لأنه دائماً تحت المجهر وتحت الاختبار ، الآن نتيجة التواصل الاجتماعي والفيس بوك هناك الكثيرين يظهرون إلى هذه الساحة يستسهلون ذلك دون أن يكون لديهم عمق ثقافي وقراءات واطلاعات على الآداب العالمية بالتالي من هنا ينتشر كمّ كبير…
بالتأكيد الشعراء قلّة…الشاعر والكاتب قحطان بيرقدار يقول:
أحفظ شعراً لشعراء حاليين وموجودين على الساحة الثقافية، ولا أحبّ أن أذكر أسماء ولكن بالتأكيد يوجد مقاطع بذهني…
وبالنسبة لموضوع الشعر الحالي هل هو قابل للحفظ أو لا..بالتأكيد إنّ شعر حقيقي وجميل نابع من وجدان صادق وفيه إبداع حقيقي وعندما يكون لدينا متلقي مستعدّ ويفهم الشّعر و يتذوقه بالتأكيد سيحفظ منه وسيبقى في الذهن والذاكرة بالنسبة للشعر الحديث بالتأكيد هو شعر مهم جداً وأنا بتجربتي الشعرية متّجه نحو الحداثة مع الحفاظ على الأصالة، وقد كتبت نصّ التفعيلة بأكثر من شكل وبأكثر من لون والإجابة عن سؤال صغير في بحر الشّعر الحديث بشكل مختصر لا يعطي الشّعر حقّه لأنه يحتاج أن نفرد له فصولاً وكتباً…
تعددت الآراء حول الشعر الحديث.. لكن العمل الإبداعي بكل أشكاله سواء كان شعر
أو نثرا أو قصة ورواية أو لوحة فنية أو أي لونا أدبيا يبقى عبقه في الذاكرة والوجدان.