الثورة – علاء الدين محمد:
القراءة هي أداة فعّالة لتشكيل الوعي وتنمية الإدراك، وتعدّ حاجة ماسّة لكلّ فرد، فهي لا تقتصر على تنمية الفكر، بل تساعد في توسيع الأفق، وتجعل الإنسان أكثر فهماً لنفسه ومحيطه والعالم من حوله.
في عالم يتسارع فيه التطور التقني والعلمي، تزداد الحاجة إلى القراءة لمواكبة المتغيرات المستمرة والتغييرات الكبرى التي يشهدها العالم في مختلف المجالات.
وفي هذا السياق، قدّم بسام بنيان نشاطاً ثقافياً تحت عنوان “القارئ لا يُهزم” في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة اليوم، حيث تحدث عن أهمية القراءة في وقتنا المعاصر.

وفي تصريح لصحيفة الثورة، قال بنيان: “كي لا نُهزم، علينا أن نقرأ، وإذا أردنا أن نعرف عقلية شخص ما، فذلك من خلال الكتب التي يطالعها، القراءة هي الخبز الثاني للحياة، ولهذا نرى أن الشعوب التي لا تقرأ تظل متخلفة وفقيرة، بل نائمة، أمة لا تقرأ هي أمة غير مرهوبة، أمة مهزومة، صداقة الكتاب لا تعلوها صداقة”.
وأشار بنيان إلى أن القراءة لا تقتصر على تطوير الفكر فقط، بل تساهم في اكتساب الأخلاق الحميدة والصفات النبيلة، وتعزز السلوك المستقيم، كما أن القراءة تتيح للقارئ التعرف على مكائد الأعداء ومخططاتهم، وتساعد في الكشف عن الفرق والشخصيات المنحرفة، ما يجعل القارئ أكثر حذراً وأكثر قدرة على اجتناب هذه المؤثرات السلبية.
معوّقات القراءة
وأوضح بنيان أن هناك عدة معوّقات تحول دون الانتشار الواسع للقراءة، أبرزها غياب القرين الجيّد، أي الشخص المحب للقراءة والمشجّع عليها. إضافةً إلى غلاء أسعار الكتب والقصص والروايات، ما يشكّل عائقاً كبيراً لمن يرغب في القراءة ولكن لا يمتلك القدرة على شراء الكتب.
وأكد بنيان على أهمية الإصرار على القراءة، مشيراً إلى ضرورة تحويل القراءة إلى عادة يومية مثلها مثل أيّ عمل آخر من أعمال الحياة.
وقال: “القراءة ليست مجرد هواية، بل هي زكاة العلم والعمل به، فرُبَّ كتابٍ أهدى أمة، وكتابٍ أضلّها.”
كما أكد أن العلم هو الذي يحقق توازن المجتمع ويمنعه من الانحراف عن المسار الصحيح، مشيراً إلى أن كثيراً من الأشخاص يعلّلون انصرافهم عن القراءة بأسباب واهية، لكن الحقيقة أن القراءة هي الخبز الثاني للحياة، وهي مصدر الوعي الحقيقي في المجتمع.
القراءة هي وعاء العقول، وبها يتم اكتساب المعرفة عن أخبار السالفين والمعاصرين، ما يساهم في رفع مستوى الفهم والإدراك.
أهداف القراءة
ذكر بنيان أن للقراءة أهدافاً تعبّدية، ووظيفية، وثقافية، وترويحية، بالإضافة إلى أنها تعد وسيلة أساسية للتفاعل مع الواقع المعاصر. وأشار إلى أهمية معرفة القواعد الأساسية في القراءة، سواء قبل البدء بها، أو أثناء القراءة، أو حتى بعد الانتهاء منها.
وأكد على أن صناعة القارئ تبدأ من البيت، والمدرسة، والمجتمع، والمكتبات، ودور النشر المخلصة، والإعلام.
وفي الختام، طرح بنيان فكرة إيجاد صالة “كافيه بوك” خاصة بالقراءة، تُوزّع فيها قاعات حسب اهتمامات كل جنس على حدة.
وأضاف أن الطاولات في هذه الصالة يمكن أن تكون أماكن مثالية لتناول فنجان قهوة أو سندويشة، مع إجراء نقاشات حول كتاب معيّن أو مؤلف موثوق، ودعا إلى أن تتبنى الدولة هذا المشروع، خاصةً إذا كانت هناك أبنية مناسبة يمكن استغلالها لذلك.