نوبات الغضب عند الأطفال.. وتقنية العزل المؤقت

الثورة أون لاين- حسين صقر:

غالباً ما تصدر عن الأطفال انفجارات عاطفية عنيفة، حيث تأتي إما رداً على شعور بالإحباط، أو نتيجة التعب والجوع.

بعض هؤلاء الأطفال يتحرك بعنف، ويتدحرج على الأرض، ويرمي الأشياء، ويضرب قدميه بعنف على الأرض أثناء نوبة الغضب، وبعضهم الآخر يلجأ للبكاء والصراخ، وإذا لم يفلح الأهل
بتشتيت انتباه طفله وإيقاف نوبة الغضب، سينعكس ذلك حكماً على صحته، وقد يتسبب ذلك بمشكلات مرضية، لهذا من الضروري إخراج الطفل من هذه الحالة.
ويقول الاختصاصي النفسي عبد الباري سعد الدين: إن نوبات الغضب من الحالات الشائعة في مرحلة الطفولة، وعادة ما تظهر في نهاية السنة الأولى من العمر، وتكون أكثر شيوعاً عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنتين وأربعة، وعادة ما تصبح نادرة بعد عمر الخمس سنوات، ولكن إذا تكررت هذه النوبات بعد سن الخامسة، فقد تستمر طوال مرحلة الطفولة، وقد يفتعلها الطفل لجذب المزيد من الاهتمام، أو الحصول على شيء، أو تجنب القيام بشيء ما، وغالباً ما يلقي الآباء باللوم على أنفسهم بسبب تصورهم بأنهم لا يقومون بواجبات الأبوة على أكمل وجه، في حين يكون السبب الحقيقي في الغالب مزيجاً من شخصية الطفل، وظروفه المباشرة، وسلوكيات النمو المرحلية الطبيعية، حيث يمكن في حالات نادرة أن تكون المشكلة ناجمة عن اضطراب نفسي، أو جسدي أو اجتماعي، ويزداد احتمال ذلك إذا استمرت نوبة الغضب لأكثر من 15 دقيقة.
وأضاف سعد الدين يمكن لبعض السلوكيات أن تكون خطيرة وضارة، قد يحمر وجه الطفل، ويضرب ويركل الآخرين والأشياء من حوله، وقد يقوم بعض الأطفال بحبس أنفاسهم لفترة وجيزة، ومن ثم يتابعون التنفس بصورة طبيعية وهي حالة مختلفة عن فواصل انحباس التنفس، والتي قد تحدث بعد نوبات الغضب أو البكاء، وتنجم عن الإحباط، موضحاً أنه من الضروري توفير بيئة آمنة يجري فيها عزل الطفل مؤقتاً، ريثما يعيد ترتيب نفسه وهذا غالباً ما يكون إجراءً فعالًا، إلا أن العديد من الأطفال يواجهون صعوبة في وقف نوبات الغضب من تلقاء أنفسهم، لأنه كثيراً ما تكون محاولات التخلص من سبب نوبة الغضب غير مجدية، ولا تؤدي إلا إلى إطالة أمدها.
ولذلك فمن الأفضل إعادة توجيه الطفل وتشتيت انتباهه من خلال توفير نشاط بديل للتركيز عليه، وقد يستفيد الطفل من إبعاده عن المكان أو الموقف الذي حدثت فيه نوبة الغضب.
وشرح سعد الدين أن البعض يستخدمون الأسلوب التأديبي مع أطفالهم، لإشعارهم بأن أفعالهم غير صحيحة أو غير مقبولة، ولكن هؤلاء عندما يرون أن العقاب هو عدم منحهم الانتباه، لا يكترثون لذلك حيث لا يدرك الأطفال عادة بأن عدم منح الاهتمام هو عقاب مرتبط بسلوك غير مرغوب فيه، فذلك لا يشعرون فيه إلى أن يبلغوا من العمر عامين اثنين، وحذر من استخدام هذه الطريقة ضمن مجموعات الأطفال، مثل مراكز الرعاية والرياض، لأنها قد تؤدي إلى إهانة الطفل والتأثير عليه بشكل سلبي، بينما يمكن تطبيق هذه التقنية عندما يسيء الطفل التصرف بطريقة يعرف أنها ستؤدي إلى عزله مؤقتاً، وينبغي أن يتلقى عندها عبارات وتذكيرات لفظية بأن سلوكه خاطئ وسوف يؤدي إلى العزل المؤقت، ويجري شرح السلوك غير اللائق للطفل، ويُطلب منه الجلوس في كرسي العزل، أو اصطحابه إليه إذا لزم الأمر، حيث يجب أن يجلس الطفل في الكرسي لمدة دقيقة واحدة لكل سنة من العمر بحد أقصى 5 دقائق، ويجب تجنب استخدام القيود المادية مثل الحبال أو السلاسل، ثم يُعاد الطفل الذي ينهض من الكرسي قبل الوقت المخصص له إلى الكرسي، ويجري إعادة تشغيل عداد العزل المؤقت من جديد. ينبغي تجنب التواصل البصري مع الطفل في أثناء عزله.
ونوه الاختصاصي النفسي إلى أنه عندما يحين الوقت لكي ينهض الطفل عن الكرسي، يسأل مقدم الرعاية الطفل حول سبب العزل بدون غضب أو تذمر. وبعد العزل المؤقت، ينبغي على مقدم الرعاية سواء أكان أباً أم أماً أم راعياً بذل الجهد لتحديد السلوك الجيد والثناء على الطفل عند القيام به.
وقال سعد الدين: في بعض الأحيان، قد يتفاقم سلوك الطفل غير اللائق عندما يجري استخدام طريقة العزل المؤقت، وفي مثل هذه الحالات، يمكن لمقدم الرعاية أن يوجه الطفل إلى نشاط آخر قبل نفاد الوقت الكامل.

آخر الأخبار
بريطانيا: تعاون سوريا مع " الكيميائية " كان نموذجياً مدير الدفاع المدني في اللاذقية لـ"لثورة": الحرائق كارثية وكلّ مواطن خفير 1518 خدمة قلبية في مستشفى الجولان الوطني "أوتشا": تمديد دخول المساعدات الأممية إلى سوريا عبر تركيا لمدة 6 أشهر  الجفاف ناقوس دقّ في درعا.. آلاف الآبار العشوائية تنذر بكارثة في مياه الشرب وزير التربية يتفقد امتحانات التعليم الأساسي في درعا احذروا حرائق التفّرقة.. وسلامٌ عليكِ بنارك سوريا الإعلام الشبابي السوري.. خطاب جامع يعكس صوت المجتمع التنمّر.. جراح لا تُرى.. ولكنها تنزف الجرائم الاقتصادية في سوريا.. تخطيط مسبق ومشهد قاتم للاقتصاد السوري خبير اقتصادي لـ"الثورة": الاقتصاد الإسلامي وصفة مهمة لعالم شديد التنافس أنور قرقاش: المحور الاقتصادي كان في صلب لقاء الرئيس الشرع والشيخ محمد بن زايد اتفاق سوري-أردني على توزيع عادل لمياه حوض اليرموك مشاركون بـ"سيربترو 2025" لـ"الثورة": تطوير العمل بالتقنيات الحديثة لمواجهة التحديات تضامن عربي ودولي مع سوريا لمواجهة كارثة الحرائق ترميم مركز صور الصحي في درعا بصرى الشام تنفذ حملة نظافة ومطالب بتحسين الواقع الخدمي حملة نقابة صيادلة طرطوس لمحاربة دخلاء المهنة (المتصيدلين) "تجارة وصناعة اللاذقية".. تقدم الدعم للمتضررين من الحرائق سوريا تُعلن فريقها الوطني لأولمبياد الذكاء الاصطناعي