الثورة أون لاين- خلود حكمت شحادة:
تعدّ المطالعة من أهم أدوات الحصول على المعرفة وإحدى وسائل تواصل الإنسان مع أفكار الآخرين وعقولهم والاطلاع على الثقافات الأخرى كما أنها غذاء للروح والعقل واكتساب المعارف والاطلاع على الحضارات على اختلافها، ونتيجة لأهميتها في الوصول إلى حياة سليمة بأسلوبها وأفكارها المتجددة لبناء جيل جديد توجهنا بالسؤال لفئات محددة حول علاقتهم بالمطالعة والقراءة، بداية كان سؤالنا لأشخاص هم الأقرب لفئة المثقفين لنجد من اقترب منهم من سن التقاعد يتباهون بوجود مكتبات خاصة بهم تضم أهم الكتب التي قرؤوها بشغف ولأكثر من مرة على اختلاف محتواها بغض النظر عن كاتبها من الكتّاب والشعراء وهم بدورهم تمنوا أن يتوارثها أحفادهم اليوم في ظل هجمة العولمة والقراءة الالكترونية رغم فائدتها فهم ممن يحبون التدوين الورقي وقراءة الكتب المطبوعة.
بالانتقال إلى الأمهات اللواتي اختلفت إجابتهن رغم تعدد الفئات العمرية التي بادرناها بذات التساؤل عن رأيهن بالكتب والقراءة نجد أن قليلات منهن يقرأن بسبب ضيق الوقت وانشغالهن بين المنزل والعمل غير أنهن يتمنين على الجيل الجديد عدم إهمال المطبوعات الورقية بدءاً من قصص الأطفال المصورة والمحلات وانتهاء بالكتب المختلفة.
أمهات قليلات خاصة معلمات الفئة الأولى ذكرن أنهن يقرأن القصص المصورة القصيرة لأطفالهن ويقدمن مجموعات منها في مناسبات مختلفة لأولادهن والغاية من ذلك تدعيم لغتهم وصقلها حتى لا يتم هجر لغتنا العربية والاستعاضة عنها بقصص الانترنت بأصوات ولهجات مختلفة، أخريات يستسهلن الحصول على القصص من مواقع الانترنت كونها تشدّ اهتمام الطفل أكثر بسبب وجود شخصيات مصورة تتكلم بلهجات يستسيغها الأطفال بسهولة.
في الطرف الآخر وجدنا مدرسات ضمن صفوف الدراسة تدعم موضوع المطالعة والقراءة لدرجة أنهن يوزعن القصص على الأطفال لقراءتها ومن ثم كل طفل يتبادل مع زميله قصته ليطلع الجميع على ذات القصص وإذا سمح لهن وقت إضافي يصنعن من تلك القصص محور نقاش وبحث بين الأطفال للحصول على أكبر فائدة منها.
كما لمسنا بين أطفال الحلقة الأولى ميولاً كبيرة للقراءة والاطلاع على تلك القصص وكثير من هؤلاء يحفظون كلماتها بدقة.
وفي زاوية أخرى نجد أطفالاً ممن هم في عمر رياض الأطفال يشاهدون قصصاً مصورة على أجهزة الجوال يحفظون كلماتها بلغة عربية فصيحة ويفهمون تفاصيلها، بينما طلاب الحلقة الثانية بعيدون عن قراءة الروايات والكتب لانشغالهم بدروسهم معظم الأوقات على حد قولهم ومن يقرأ منهم يتابع على المواقع الالكترونية.
كان استطلاعنا هذا سريعاً حول القراءة في يوم القراءة متمنين على الجميع ألا نهجر لغتنا العربية إلى لهجات مختلفة تضيع فيها اللغة الأم عن لسان ناطقيها خاصة بعد ملاحظة أن معظم مراسلاتهم وتعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي هي اللهجة المحكية لتمر كلمات لا نعرف معناها الدقيق إن لم نكن من المتحدثين بتلك اللهجة.
والأهم اليوم ألا ننسى ضرورة القراءة لما لها من أهمية في تنمية الخيال لدى الأطفال للسير على طريق الاستكشاف والإبداع والوصول إلى أفكارهم عن طريق استخدام الحكايات لنجذب الطفل للكتب والقصص المدونة ورقياً لتنمية الحصيلة اللغوية لديه واكتساب مفردات جديدة والأهم تصحيح سلوك الطفل وتهذيب نفسيته وأفكاره ولتبق لغتنا العربية الأم صحيحة سليمة متعافية من كلمات دخلت إليها عنوة في ظل العولمة وسيطرة أجهزتها ومواقعها لحياتنا وأفكارنا.