الثورة أون لاين – أحمد حمادة:
في وقت سابق من هذا العام تبجّح الرئيس الأميركي العدواني دونالد ترامب بأنه يسرق النفط السوري، ومنذ أسابيع فقط زعم وزير خارجيته مايك بومبيو بأن الجولان السوري المحتل “قطعة أساسية” مزعومة من كيانه الإسرائيلي، واليوم يأتي المدعو جيمس جيفري، المستقيل من منصبه مبعوثاً مزعوماً لواشنطن إلى سورية، ليقرّ، بالفم الملآن وبكل صفاقة، بأن هدف قوات بلاده الغازية لأراضينا يتلخص بمنع الدولة السورية من بسط سيطرتها على كامل أراضيها، وعدم السماح بتحريرها من التنظيمات الإرهابية.
وأياً كان الهدف الاستعماري من الوجود الأميركي في سورية، أو الموقف الأميركي من احتلال الجولان ودعم الإرهاب، وأياً كانت الأهداف التي يتبجح بها أقطاب الإدارة الأميركية من غزوهم وعدوانهم، فإن الحقيقة الوحيدة التي يمكن لنا البوح بها، ومن غير تردد، أن هذه الاعترافات تؤكد على بلطجية هذه الإدارة وزيف شعاراتها التي تروجها حول مكافحة الإرهاب ومحاربة تنظيم (داعش) المتطرف.
فقد صدعت واشنطن رؤوس القاصي والداني بحديثها الكاذب عن محاربة الإرهاب، وعن أهدافها “الإنسانية” المزعومة ب”تحرير” الشعب السوري من نفسه وحكومته ودولته وإنقاذه من جرائم التنظيمات الإرهابية، ليتبين كذب إدعاءاتها ومزاعمها، وباعتراف أصحاب البيت أنفسهم من وزراء ومسؤولين ومبعوثين، بل ومن قبل رئيسهم العدواني ترامب نفسه.
المفارقة الصارخة أن جيفري وبلاده أسسوا ما يسمى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب خارج إطار مجلس الأمن والشرعية الدولية، وأنفقوا مئات المليارات من الدولارات من أجله، وحشدوا له الطائرات والبوارج والأساطيل والدول والحكومات والتنظيمات المتطرفة، ثم سرعان ما أقروا بأنهم لم يؤسسوه لذلك بل لأهداف مشبوهة أخرى.
والمفارقة الأكثر من صارخة أن تحالفهم العدواني المذكور كانت نتائج عملياته الميدانية على مدى عقد من الزمن تتلخص بتدمير المدن السورية، والرقة الشهيدة التي حولوها إلى ركام خير شاهد، ودماء آلاف الشهداء من المدنيين الأبرياء وحرقهم للقمح وسرقتهم للنفط ودعمهم للانفصاليين والإرهابيين ستظل شاهداً على جرائمهم وكذبهم ودجلهم الذي يعترفون به اليوم دون أي خجل أو تأنيب ضمير.
إذاً يمر الزمن سريعاً ليذرو معه كل أكاذيب واشنطن حول حماية حقوق الإنسان، ومزاعم محاربة الإرهاب، وإدعاءات البحث الأميركي عن الحل السياسي في سورية، ولتذهب معها مزاعم الحرص الأميركي المزيف على الأمن والاستقرار في المنطقة أدراج الرياح، وسيأتي يوم آخر لتذهب معه كل المصطلحات الأميركية المزيفة حول “الإنسانية” إلى ثلاجة العم سام.