روسيا والناتو.. هل ينجح الحوار بسحب فتيل التوترات العسكرية؟!

 

ثورة أون لاين- ترجمة ميساء وسوف:

تدهور الوضع الأمني في أوروبا إلى أدنى مستوى له في العقود الثلاثة الماضية، فمنذ عام 2014، تعمل القوات البرية والبحرية والجوية التابعة لحلف الناتو وروسيا على مسافة قريبة جداً، ما يُنذر في بعض الأحيان بحدوث “احتكاك” خطير قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية وصراع مسلح لا يريده الحلف ولا روسيا. لقد تدهور نظام تحديد الأسلحة وبناء الثقة الذي أُنشئ في أواخر الثمانينيات والتسعينيات، كما انهارت خطوط الاتصال التي كانت موجودة سابقاُ بين الناتو وروسيا.
على مدار الأشهر الأربعة الماضية، تم إجراء مناقشات تفصيلية لأكثر من ثلاثين خبيراً أمنياً بما في ذلك دبلوماسيون متقاعدون وضباط عسكريون من الولايات المتحدة وروسيا ودول أوروبية أخرى حول الكيفية التي قد يقلل بها الناتو وروسيا من مخاطر الصراع غير المقصود، إلا أن الكل أجمعَ على القلق من ازدياد التوترات الناجمة عن المواجهات الخطيرة بين الجانبين.
اختلف المشاركون في فريق الخبراء اختلافاً كبيراً حول الأسباب الجذرية للوضع الحالي الهش، ولكنهم اتفقوا على أن التركيز الأساسي يجب أن يكون على اتخاذ التدابير العملية اللازمة لتخفيف التوترات العسكرية وتجنب أزمة يمكن أن تتصاعد إلى ما هو أسوأ بكثير.
الوضع يستدعي المزيد من الحوار وإعادة العلاقات السياسية والعسكرية، على سبيل المثال، يمكن أن تتناول الاجتماعات المتكررة بين رئيس هيئة الأركان العامة الروسية ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية والقائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي في أوروبا ورئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو سبل تقليص التوترات والعمل على إزالة سوء التفاهم العسكري.
يمكن أن تؤدي هذه المناقشات إلى ترتيبات جديدة مبنية على اتفاقية عام 1972 بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي (روسيا) بشأن منع الحوادث في البحر لتنظيم كيفية عمل السفن الحربية والطائرات التابعة لحلف الناتو وروسيا عندما تكون قريبة من بعضها البعض. إن البحارة والطيارين في الجانبين محترفون وسيتبعون الإجراءات المُصمّمة لتجنب الإجراءات التي قد يسيء الجانب الآخر تفسيرها على أنها معادية.
في منطقة البلطيق، يواجه الناتو والقوات البرية الروسية بعضهما البعض، وهنا يمكن للترتيبات المستندة إلى اتفاقية منع الأنشطة العسكرية الخطرة لعام 1989 بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي أن تزيد الثقة من خلال مطالبة الوحدات العسكرية بالتصرف بحذر وخاصةً عندما تكون في المناطق الحدودية، كما أنه يمكن أن تكون هناك أحكام تحدد خطوط الاتصال في حال بدت التحركات الغامضة لأحد الجانبين مهددة للآخر.
أما فيما يتعلق بالتدريبات المفاجئة المُصمّمة لاختبار قدرة الجيش على التعبئة بسرعة، فهي لا تخضع لإخطار مسبق ويمكن أن تبدو وكأنها استعدادات للحرب. في هذه الحالة قد يتفق الطرفان على “إخطار هادئ”، بحيث عندما تبدأ روسيا مناورة، عليها أن تخبر القيادة العسكرية العليا لحلف الناتو بالأمر مقدماً، والأمر نفسه ينطبق على المخاوف الروسية بشأن التحركات غير المعلنة لقوات الناتو متعددة الجنسيات.
ناقش الناتو وروسيا منذ فترة طويلة تأثير الدفاع الصاروخي، ويجب عليهم إحياء المشاورات حول هذا الموضوع والنظر في إجراء تبادل سنوي للمعلومات حول الدفاعات الصاروخية الحالية في أوروبا بالإضافة إلى خطط تطويرها خلال السنوات العشر القادمة، ولكن بشرط الابتعاد عن ” المفاجآت”.
هذه ليست سوى بعض الأفكار التي ظهرت خلال المناقشات التي قامت بها مجموعة الخبراء، وقد لا تكون جميعها قابلة للتفاوض، على الأقل في المدى القريب، ولكنها تقدم عددا من الخطوات التي يمكن أن تعزز المزيد من الأمن في أوروبا، وقد نالت هذه المقترحات تأييد أكثر من مائة من كبار المسؤولين الحكوميين والخبراء السابقين.
إن العلاقات بين الدول الأعضاء في الناتو وروسيا معقدة ومضطربة جداً، وسيتطلب الأمر جهوداُ منسقة من كلا الجانبين للوصول بالعلاقة إلى مستوى أكثر إيجابية. في غضون ذلك يجب على صانعي السياسات والقادة العسكريين استكشاف أنواع الإجراءات المتبادلة التي يتم اقتراحها من قبل مجموعة الخبراء والمحللين، فليس هناك مصلحة لأي جهة في الوقوع في الحرب عن طريق الخطأ أو عن غير قصد، ومن الممكن أن تساهم هذه الخطوات في إيجاد المناخ المناسب لحل القضايا الأساسية التي يمكن أن تزيد التوترات بين الأطراف.
المصدر The National Interest

آخر الأخبار
تفاهم بين وزارة الطوارىء والآغا خان لتعزيز الجاهزية لمواجهة الكوارث رحلة التغيير.. أدوات كاملة لبناء الذات وتحقيق النجاح وزير الصحة من القاهرة: سوريا تعود شريكاً فاعلاً في المنظومة الصحية في يومه العالمي ..الرقم الاحصائي جرس إنذار حملة تشجير في كشكول.. ودعوات لتوسيع نطاقها هل تتجه المنطقة نحو مرحلة إعادة تموضع سياسي وأمني؟ ماذا وراء تحذير واشنطن من احتمال خرق "حماس" الاتفاق؟ البنك الدولي يقدم دعماً فنياً شاملاً لسوريا في قطاعات حيوية الدلال المفرط.. حين يتحول الحب إلى عبء نفسي واجتماعي من "تكسبو لاند".. شركة تركية تعلن عن إنشاء مدن صناعية في سوريا وزير المالية السعودي: نقف مع سوريا ومن واجب المجتمع الدولي دعمها البدء بإزالة الأنقاض في غزة وتحذيرات من خطر الذخائر غير المنفجرة نقطة تحوّل استراتيجية في مسار سياسة سوريا الخارجية العمل الأهلي على طاولة البحث.. محاولات النفس الأخير لتجاوز الإشكاليات آلام الرقبة.. وأثر التكنولوجيا على صحة الإنسان منذر الأسعد: المكاشفة والمصارحة نجاح إضافي للدبلوماسية السورية سوريا الجديدة.. دبلوماسية منفتحة تصون مصلحة الدولة إصدار صكوك إسلامية.. حل لتغطية عجز الموازنة طرق الموت .. الإهمال والتقصير وراء استمرار النزيف انضمام سوريا إلى "بُنى".. محاولةٌ لإعادة التموضع المصرفي عربياً