المسرح .. والريادة الدائمة للتمسك بالانتماء والقيم ..

الثورة أون ﻻين – آنا عزيز الخضر:

ريادة المسرح مستمرة على مدى تاريخه تتمسك بالقيم والانتماء والهوية وكل القيم الجماليه ، التي تزهر الحياة بها ، كي تصبح الأمثل والأفضل ، بل ومستمرة في كل الأوقات في زمن السلم والحرب ، وقد ابتلينا نحن السوريين بأكبر مؤامرة ، عرفها التاريخ حاولت النيل من سوريه أرضاً وشعباً ، ثقافة وقيماً ، حيث هي صمام الأمان الذي يحافظ على مﻻمح حضاريه ، لطالمنا حافظنا عليها على مدى تاريخنا ، رغم كل طغاة التاريخ ، الذين مروا على هذا الوطن ، من هنا عظمت مسؤولية وسائلنا الثقافيه للقيام بدورها في دعم القيم والانتماء والدفاع عن هويتنا ، التي تمسكنا بها وقدسناها ، واتى من يحاول النيل منها ، وقد أكد سيادة الرئيس في خطابه في جامع العثمان على ضرورة التمسك بقيم الانتماء والدفاع عن الهوية ليبقى ذلك عنواناً نمشي بهداه يضيء إبداعنا وإنتاجنا الثقافي … حول دور المسرح السوري ، وأهمية طرحه لقيم الانتماء والهويه والتمسك بقيمنا وقضايانا الراهنه تحدث كتاب ومخرجون حيث شاركوا بوجهات نظر ، تؤكد ريادة المسرح السوري ومسؤوليته في الدفاع عن القيم والانتماء ، وكيف يمكن للمسرح أن يرفع مستوى الوعي .. البداية تحدث الكاتب والمخرج وليد العاقل قائﻻً :
المسرح كان وما يزال هو الشرارة نحو الثقافة والتطور والمساعدة في تطوير المجتمعات ، لم يكن المسرح منذ نشأته الا إحدى الوسائل الأمضى ، لتشكيل رأي عام جمعي حول قضية ما تهم المجتمع ، يقوم المسرح بالكشف عن وجهها وتعريتها لخلق جدل حولها واستخلاص العبر .
لم يتجه المسرح في صيرورته وتطوره نحو الترفيه فقط . لقد كان السحر الساعي للتأثير الجمعي على المعاش والمخزون بقوة إرادة الإنسان ، إنه صوره فنيه للحياة ومرآة الواقع ، يسهم بشكل مباشر بتفعيل إرادة رؤية كل ما يدور حولنا بعين المتفحص وتوجيه رسائل الحلول الواعيه والناجعه ، من خلال جوجلة الواقع فكرياً وبصرياً لرسم صوره أكثر وضوحاً لبنية المجتمع الفكريه والاجتماعيه والاقتصاديه .
المسرح يزيد المتلقي التصاقاً بواقعه ، وهو دعوه مباشره لمواجهة مشاكله بوعي ، وليس الهروب منها وتعقيدها ، وفي هذا هدف خفي ، يستند الى تعزيز قيم الانتماء للحاضر ، استناداً إلى مخزون الماضي ودروسه وصولاً إلى بناء لبنه باتجاه المستقبل ، الذي يرتجيه المسرح وردياً ، بعد مخاض فكري وجمالي وبصري لحيثياته .
من هنا استحق المسرح لقب ” ابو الفنون ” ومن هنا صار عشق الكثيرين ومحراب معبدهم الذي يعمدون عليه حلمهم بغد أجمل .
ثم تحدث الكاتب المسرحي ( راني ابو عيسى ) : للمسرح دور فاعل على مدى العصور والأيام لكونه أبا الفنون الإنسانية ( أعظم ما يبحث عنه الإنسان هو الإنسان) ، وقد اشتغل الآباء منذ القدم على فهم الإنسان وتصويره ، فتناول أحلامه و انشغالاته ، و من ذللك ما حملته الملاحم والآداب الشعبية القديمة ، التي ترجمت توق الإنسان إلى قيم ، كالخلود و القوة والسلطة والعدل وغيرها ، نجدها على سبيل المثال في ملحمة جلجامش ، و الإلياذة لهوميروس ، إذ تعتبر النواة الأولى للمسرح الغربي ، و باعتبار المسرح أبا الفنون قد حمل ذات القيم و هنا يأتي السؤال : كيف يمكن للمسرح أن يقدم لنا وعيآ حقيقياً بالذات والآخر في ظل متغيرات الراهن ؟ لا يجب أن ينشغل المسرح بالعموميات فقط ، كالسياسة أو قضايا الحكم و السلطة ، بل يجب أن يغوص بكل لقطات الشارع بمختلف طبقاته ، و أن يتوغل داخل الأسر ، ليخرج لنا من أضغانها و عاداته ليكشف لنا خباياها و أسرارها ، لنشاهدها على المسرح بمآسيه و ملاهيه، نضحك و نبكي عليها ، وبين هذا و ذاك نخضع للتطهير الذاتي .
و للوصول إلى هذه النقطة يجب علينا أن نصنع جمهوراً تواقاً للمسرح فاعلاً فيه ، مستجيباً له ، فالمسرح و هو يعبر بنا إلى ذواتنا ، إنما يرد أن نصنع أنفسنا ، لا أن يصنعنا الآخر ، وأن نفصل أثوابنا ، لا أن يصنعها الآخر، أن نفصِّل أثوابنا على مقاساتنا و أذواقنا ، لا أن نستعيرها جاهزة ، لهذا المسرح هو وعي بالذات ، و إدراك الآخر .
للأسف علينا أن نعترف بالحقيقة الجارحة ، لقد أوجدنا مسرحاً و ساحة درامية تلفزيونية واسعة ، و بذلك سنفقد هويتنا الخاصة ، ونصبح على وعي بالآخر ، ولكننا على جهل بذاتنا و بكياننا ، لا نستطيع التعميم ، ولكن إن سلمنا من التهريج سقطنا في التقليد ، وإن سلمنا من التقليد سقطنا في السفسطة ، إذ تبعثرت المﻻمح ما بين الدرامة التركية والكورية و المكسيكية و التشوه البصري و السمعي ، قد نجد أصواتاً تحاول أن تقدم مسرحاً راقياً مستمداً من التاريخ يدعو لبناء الهوية ، و لكن سرعان ما اصطدم في ظل مغريات العصر ، و حتى إن وجد من يشاهده ، فلن يفهموه و إن فهموه فلن يطبقوه ، الأحداث و الشخصيات والحوار كلها تنتهي عندما يسدل الستار ونخرج كأن لم يكن ،
هنا يأتي دور المؤسسات و المنظمات المجتمعية الأهلية والجمعيات الثقافية للتوعية و بأهمية دور الفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص للمساهمة في تنمية الإنسان وتبيان أهمية الهوية، وذلك بوضع خطة تتناسب مع الوضع الراهن ، تؤكد على الانتماء والهوية حيث الحصن المنيع لنا .

كما شارك الأستاذ جوان جان قائﻻً :
ارتبطت نشأة المسرح في بلادنا بالجانب الفكري ، مثلما ارتبطت بالجانب الفني ، فتجربة رائد المسرح السوري والعربي أحمد أبو خليل القباني لم تكن مجرد اجتهاد على صعيد فنون الأداء والموسيقا والغناء والرقص والدراما ، بل وعلى صعيد المضمون أيضاً ، ما يعني أن القباني كان مدركاً للدور الذي ينبغي على المسرح أن يلعبه لجهة التركيز على زيادة كمية الوعي عند الإنسان السوري في ذلك الحين ، لذلك كان من الطبيعي أن توجد تيارات داخل المجتمع ، وقفت ضد تجربته وأجهضتها ، وهي تيارات ذات فكر منغلق ومحدود ، هدفها السيطرة على عقول الناس واستلابهم فكرياً بما يتيح لها بسط نفوذها على مجمل الحياة الاجتماعية في سورية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا كان على المسرح السوري أن يعاني باستمرار من وطأة سيطرة الفكر الظلامي على مفاصل الحياة اليومية، لذلك وجد المسرحيون السوريون أنفسهم ومنذ عقد السبعينيات من القرن الفائت أمام خيارين لا ثالث لهما : إما الانكفاء على الذات والاكتفاء بأعمال مسرحية ترضي الذائقة الفنية للغالبية العظمى من المشاهدين ، دون الالتفات للجانب الفكري إرضاء للقوى التي تحاول فرض هيمنتها
الفكرية ، أو الوقوف سداً منيعاً في وجه محاولات التدجين التي مارسته ، ومازالت تمارسها هذه القوى .. ومن هنا ظهرت تجارب مسرحية رائدة على صعيد النص المسرحي تحديداً ، حاولت أن ترتقي بفكر الإنسان وسلوكه ، وتعزز انتماءه للمكان ، بما هو إرث ثقافي وحضاري ، واليوم تبدو الحاجة مضاعفة لتكريس هذه التجارب ، لأن التحديات الماثلة أمامنا أكثر شراسة وأشد قدرة على الفتك بما تبقى من إرثنا الحضاري والأخلاقي

آخر الأخبار
درعا: مطالبات شعبية بمحاسبة المسيئين للنبي والمحافظة على السلم الأهلي "مياه دمشق وريفها".. بحث التعاون مع منظمة الرؤيا العالمية حمص.. الوقوف على احتياجات مشاريع المياه  دمشق.. تكريم ورحلة ترفيهية لكوادر مؤسسة المياه تعزيز أداء وكفاءة الشركات التابعة لوزارة الإسكان درعا.. إنارة طريق الكراج الشرفي حتى دوار الدلّة "اللاذقية" 1450 سلة غذائية في أسبوع أهال من درعا ينددون بالعدوان الإسرائيلي على دمشق ‏الحوكمة والاستقلالية المؤسسية في لقاء ثنائي لـ "الجهاز المركزي" و"البنك الدولي" المستشار التنفيذي الخيمي يدعو لإنشاء أحزمة سلام اقتصادية على المعابر وزير المالية: محادثاتنا في واشنطن أسفرت عن نتائج مهمة وزارة الرياضة والشباب تطوي قرارات إنهاء العقود والإجازات المأجورة لعامليها طموحاتٌ إيران الإمبريالية التي أُفشلت في سوريا تكشفها وثائق السفارة السرية خبير اقتصادي لـ"الثورة": إعادة الحقوق لأصحابها يعالج أوضاع الشركات الصناعية عمال حلب يأملون إعادة إعمار المعامل المتضررة مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟