الثورة اون لاين -ديب علي حسن:
لن أجد غضاضة أن أردد أكثر من مرة ما قاله هندي أحمر في الحديث عن جرائم الولايات المتحدة الأميركية، حين سئل عنها: فقال ما أغزر دموعهم فوق جثث ضحاياهم، وربما كان يقصد ذلك نعوم تشومسكي، عندما تحدث بسخرية عما سماه المساعدات العسكرية الإنسانية الأميركية، واشنطن ترسل طائراتها محملة بكل شيء، بالخبز والطعام، والصواريخ والقنابل المدمرة، وتدفع بالقذائف أولاً، وتلقي بالخبز ثانياً أو ثالثاً، وما يصلك أولاً هو لك، وهو مساعدة منها.
على العالم حسب الصلف الأميركي أن يصفق لجنونها، لغبائها، لتوحشها، على الضحية أن تبتسم وهي تذبح بسكين الموت والجوع والعطش والقتل والإرهاب، وعلى الشعوب أن ترفع على المنابر شكرها للجلاد الأميركي، تصف ما يقوم به من إبادات أنه فعل حضارة ورقي وثقافة حياة.
هذا التوحش الذي تمارسه واشنطن ضد من يقف بوجه عدوانها، أسس لحماقات كبرى في العلاقات الدولية، ويمضي ليكون نهج شريعة الغاب في عالم يكفيه ما فيه من ظلم واستغلال وعبودية تتلون بأشكال مختلفة، يمارسها النفاق الغربي ضد شعوب العالم الثالث.
فهل يعقل أن يصل الاستغباء إلى حد القول: إن ما يفرض من عقوبات على سورية هو من أجل شعبها؟.
هل من أجل شعبها يعمل الأميركي ومعه التبع على سد منافذ الحياة على السوريين، إن استطاعوا إلى ذلك، دمروا، وخربوا وفعلوا، وكانت النتيجة صمود الشعب السوري، لن نقول إننا لم ولن نعاني مما يفعلون، هذا حصل ويحصل: ولكنه لن يكسرنا، ولن يصل إلى النقطة التي يردونها، مهما بالغوا في عقوباتهم، بل ربما وصلوا نقطة لايجدون بعدها ما يعاقبون به، هل بقي سوري لم يعاقب بشكل مباشر؟.
عالم التوحش هذا، إن دل على شيء، فإنما يدل على السقوط القيمي والأخلاقي للعالم الذي يدعي التقدم والتحضر، ولن يبقى هو طويلاً بمنأى عن مخالب واشنطن المفترسة.