الملحق الثقافي – كنان محمد:
من يقتلُ الطفل الذي في داخلي..
كي أستطيع العيشَ في هذا الزمن.. ؟؟
من ينزعهُ من يقلعهُ
من يُبدلني فيه وثنْ؟..
قد أعياني.. قد أرهقني
بقيودِ الطِّيبةِ قيَّدني
لا يقنعُ أنّا في غابٍ
والطِّيبةُ في الغابِ كفنْ
من يُبدلُني فيه وثنْ
قد مرَّ العُمرُ ولم يكبرْ
مازال يحنُّ إلى الدفترْ
لعروسةِ زيتٍ مع زعترْ
مازال يراقبُ مشدوهاً
كيف الطيرُ يغازلُ فجراً
كيف الوردةُ تمنحُ عطراً
كيف يمرُّ اليوم ليغدوَ
في الأوهامِ مجرّد ذكرى
كيف الناسُ تُقاتلُ بعضاً
وتموتُ لأجلِ خرافاتِ
كيفَ يُمجّدُ قومٌ ربّاً
يعصوهُ بكلّ الأوقاتِ
كيف الناسُ بغيرِ سكَنْ
تحيا في جوعٍ ووهَنْ
وبيوت الله مزخرفةٌ
ورجال الدين مهرولةٌ
برضا أصحاب المالِ
على أيّةِ حالِ
والله… ثمنْ
ما فتئ الطفلُ يسائلُني
ويقولُ بلهجة طفلٍ… علّمني
كيف نبدّلُ بالمسؤول الظالم… أظلمْ
كيف نعاقبُ شخصاً إنْ يتظلّمْ
كيف نقولُ لشعبٍ أمسى
كتوابيت الموتى: لا تتألّمْ
كيف تُمدُّ أنابيب النفط
كموج البحرِ
من تحت صغارٍ من بردٍ..
شهدوا الله
ببصَّة جمرِ؟!!
كيف جميعُ حقول القطنِ
لا تكفي كي نرقع حالاً؟!!
كيف الخبزُ يصير خيالاً؟!!
كيف النصرُ يصيرُ وبالاً؟!!
كيف نحنّطُ نور العقلِ
ونلفُّ العِلمَ بخرقة جهلِ
ونُحيلُ الفكر على النقلِ؟!!
كيف نسيرُ إلى الأمسِ
ونراكمُ ماضٍ في النفسِ
ليصير قفانا في الرأسِ
ويصيرُ الحاضرُ كومَ شجنْ
والمستقبلُ نار فِتنْ
يا ناس لقد أعياني طفلي
قد أوشك يسلبني عقلي
وأقولُ له يا طفلُ تأدّبْ
وتعلّمْ أن تصمت مثلي
إن النطق بهذي الأرضِ
ذات الطول وذات العرض
لا ينفعُ في شيءٍ إلا
تعجيل مواعيد القتلِ
فيردُّ عليّ ويفحمني:
منْ كان يعيش على ذلِّ
ليُعجّلْ ميعاد القتلِ
أرجوكم.. من يقتلُ طفلي..؟
كي أطفئ مصباح العقلِ
كي أغمض عينيّ وأمشي
كجميع الناس إلى النصلِ
كي أقدر أن أُعمي بصري
وأُشتّتَ من رأسي فِكَري
وأسير سعيداً في الطابورْ
الزاحف طوعاً للساطورْ
فالتخدير قبيل الموت من النعمهْ
واليقظة فيه من النّقمه
فلتخرسْ يا طفلُ ولا توقظ في نفسي حِسا
إن الموت إذا أحسستَ به أقسى
أفلستَ ترى كل الناس بهذي الأرض غدوا
صُمّاً خُرسا..
أرجوكم من يقتلهُ
أو يُبدلني فيه وثن
29-12-2020
رقم العدد 1026