الثورة- شيرين الغاشي:
على إيقاع المتعة والإثارة، اشتعلت ملاعب الليغا من جديد، وواصل ريال مدريد عزفه المنفرد على قمة الدوري، بفوز ثمين على خيتافي بهدف نظيف، فوز بطعم المعاناة والإصرار، أعاد للفريق الملكي ابتسامته واعتلاءه للصدارة بفارق نقطتين عن برشلونة قبل الكلاسيكو المنتظر.
ومنذ صافرة البداية، فرض رجال تشابي ألونسو سيطرتهم على إيقاع اللعب، فاستحوذوا على الكرة بنسبة تقارب (70٪) لكن دفاع خيتافي المتماسك، والحارس المتألق، أبقيا النتيجة على حالها حتى منتصف الشوط الثاني.
لكنّ المباراة اشتعلت في الدقيقة (76) حين تدخل ألان نيون بعنف على فينيسيوس جونيور، ليشهر الحكم البطاقة الحمراء بعد مراجعة الفيديو، فتغيرت الموازين تماماً؛ فمع تفوق عددي واضح، ترجم الميرينغي أفضليته سريعاً، وفي الدقيقة (80) ظهر كليان مبابي داخل المنطقة بعد تمريرة ساحرة من التركي أَردا غُولر، ليسكن الكرة الشباك ويمنح الميرينغي هدف الفوز المنتظر.
المفاجآت لم تنتهِ بعد، إذ تلقى خيتافي بطاقة حمراء ثانية في الدقيقة (84) بطرد أليكس سانكريس، ليكمل المباراة بتسعة لاعبين، ورغم ذلك كاد أبو كامارا أن يخطف التعادل في الدقيقة (90+1) لكن تيبو كورتوا كان في الموعد، وتصدى ببراعة ليحافظ على النقاط الثلاث، فوز صعب بطعم الصدارة، يرسّخ شخصية ريال مدريد التي لا تعرف الاستسلام، ويؤكد أن الكبار لا ينتظرون الظروف بل يصنعونها في الميدان، ليعتلي الملكي قمة الليغا بـ(24) نقطة، فيما تجمّد رصيد خيتافي عند (11) نقطة في المركز الثاني عشر.
وفي ملعب مانويل مارتينيز فاليرو، انتهت مواجهة إلتشي وأتلتيك بلباو على وقع التعادل السلبي الذي لم يُرضِ الطموحات، مباراة تقاسم فيها الفريقان السيطرة وتبادلا المحاولات دون أن تهتز الشباك، رغم الفرص الخطيرة، خاصة من جانب بلباو الذي بحث عن الفوز حتى الأنفاس الأخيرة.
نقطة لا تغني ولا تسمن من جوع لإلتشي الباحث عن الهروب من القاع، ونقطة بطعم الخسارة لبلباو الذي فوّت فرصة تعزيز موقعه في النصف العلوي من الجدول، ليضيف إلتشي نقطة جديدة تبقيه في ذيل الترتيب، بينما رفع بلباو رصيده إلى (14) نقطة في المركز السابع مؤقتاً.
وفي بالايدوس، عاش جمهور سيلتا فيغو على أعصابه في مواجهة حبست الأنفاس أمام ريال سوسيداد، انتهت بتعادل قاتل في الدقيقة (89) بعدما صمد أصحاب الأرض بنقص عددي منذ نهاية الشوط الأول إثر طرد كارل ستارفيلت.
تقدم سيلتا بهدف بابلو دوران في الدقيقة (20) ووقف رجاله بكل ما لديهم دفاعاً عن التقدم، لكن كارلوس سولير كان له رأي آخر، فأعاد الأمل لسوسيداد في الرمق الأخير بهدف أهداه نقطة ثمينة خارج الديار.ة، نقطة لكل فريق، لكن الفارق في المشاعر كبير بين فرحة الضيوف وخيبة أصحاب الأرض، حيث رفع سيلتا رصيده إلى (7) نقاط في المركز السابع عشر، فيما وصل سوسيداد إلى (6) نقاط في المركز الثامن عشر.
أما في فالنسيا، فقد كان رايو فاييكانو في يوم سعده أمام ليفانتي، حيث قدّم عرضاً هجومياً ممتعاً، أعاد له الثقة ودفء منطقة الأمان، بثلاثية نظيفة، فتألق خورخي دي فروتوس، وسجل هدفين في الدقيقتين (12) و(25)، قبل أن يختتم ألفارو غارسيا الحفلة بالثالث في الدقيقة (65).
أداء جماعي، سرعة في التحول، وفاعلية في اللمسة الأخيرة جعلت فاييكانو يبدو كفريق يملك شخصية الفوز، بينما واصل ليفانتي الغرق في دوامة النتائج السلبية، ليرفع رايو فاييكانو رصيده إلى (11) نقطة في المركز العاشر مؤقتاً، ويتجمد ليفانتي عند( 8) نقاط في المركز الرابع عشر.
ليلة كاملة الأوصاف عاشتها الليغا الإسبانية بين فرح مدريدي وقلق كتالوني وصراعات في الوسط والقاع ، ريال مدريد يبتسم من القمة بثقة الملوك، والبقية تلاحق حلماً قد يطول، هكذا هي الليغا لا تعرف الهدوء، لكن العنوان الأبرز كان واضحاً: ريال مدريد يتنفس الصدارة، والبقية تبحث عن الأفضل بعناد كبير.
