الثورة أون لاين – منذر عيد:
هل رسم عام 2020 بأيامه الأخيرة ميدانياً، صورة الأحداث للأيام القادمة من عام 2021، من إدلب إلى شمال وشرق سورية، وأسس بما ختمه من أحداث في أرض المعركة بداية النهاية للمحتل والمجموعات الإرهابية على الأرض السورية؟.
تطورات متسارعة ختم 2020 بها أيامه، للتواصل دونما انقطاع مع بداية العام الجديد، لتشي بأن ثمة متغيرات سوف تشهدها الجغرافيا العسكرية سواء في منطقة الجزيرة السورية، أو محافظة إدلب، متغيرات كانت جلية، برد الجيش العربي السوري، على خروقات المجموعات الإرهابية في جنوب إدلب، ومحاولتهم التسلل نحو نقاط جديدة، بالتزامن مع تحشيد عسكري لقوات الاحتلال التركي، الأمر الذي يدلل على نيات خبيثة، من وراء تلك الأفعال الإرهابية.
المراقب لتكتيكات الاحتلال التركي في سورية، يدرك بسهولة انتقال النظام التركي في محافظة إدلب التي يحتل أجزاء كبيرة منها مع مرتزقته من المجموعات الإرهابية من استراتيجية “نقاط المراقبة” إلى الحشد المباشر على خطوط التماس مع الجيش العربي السوري، وتحشيد المزيد من قوات الاحتلال التركي حيث تتحدث الأرقام عن 15 ألف جندي لقوات الاحتلال مع آلاف المدرعات وقطع المدفعية، إضافة إلى الدعم اللامحدود للمجموعات الإرهابية بالسلاح وجميع أنواع الدعم اللوجستي.
سياسة النظام التركي تلك تدلل على نوايا رجب أردوغان الخبيثة في الرهان مجددا على عامل الوقت، كما فعل سابقا، وتهرب من جميع استحقاقات الاتفاقيات التي وقعها مع الجانب الروسي، والتي كانت تفضي في مجملها إلى إنهاء الوضع في إدلب بعد أشهر من توقيعها، خاصة الاتفاق الذي جرى في سوتشي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب أردوغان في 17 أيلول 2018، إلا أن سياسة أردوغان الجديدة تعمل على تأسيس مرحلة جديدة تؤسس لبقاء دائم لقواته المحتلة في إدلب، ما يعتبر بوابة لمشروعه الواهم نحو خلافة عثمانية جديدة.
على مدار أيام العام المنصرم انتهجت الحكومة السورية الحل السياسي، فكانت حاضرة بقوة في محادثات اجتماعات اللجنة المصغرة لمناقشة الدستور، وكانت حريصة كل الحرص على إعادة اللاجئين إلى ارض الوطن، وأطلقت لأجل ذلك المؤتمر الدولي الأول حول عودة اللاجئين في دمشق، كما كانت حريصة على فتح أبواب الحوار مع جميع مكونات النسيج السوري، لإنهاء الأزمة في منطقة الجزيرة، وعودة من ارتهن للاحتلال الأميركي إلى حضن الوطن.
منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، كانت دمشق مصممة على تطهير كل حبة تراب من رجس الإرهاب، كما كانت مصممة على طرد جميع أنواع الاحتلال، وهي مصممة من خلال معطيات مجريات الأحداث الأخيرة على تحرير جميع المناطق المحتلة من قبل الاحتلال ومجموعاته الإرهابية، وكل ذلك مدعوم بحق كفلته لها أنظمة وقوانين الأمم المتحدة، بل كان فرضا وواجبا عليها، إضافة إلى دعم الحلفاء والأصدقاء.
لن نستعجل القراءة في صفحات الأيام القادمة، إلا أن العناوين العريضة في المشهد العام، تؤكد أن إدلب وشمال شرق سورية، ستعودان قريبا إلى كنف الدولة السورية، وسيلقن الجندي العربي السوري الاحتلال ومرتزقته الإرهابيين دروسا، ستبقى خالدة في صفحات التاريخ أبدا.
