على الرغم من كلّ ما حدث طيلة سنوات الحرب العدوانية على سورية إلا أن منظومة العدوان لم تستوعب بعض الدروس السورية أو أنها تتجاهلها، وأولها أن إرادة أصحاب الحق والأرض تستطيع أن تهزم أكبر قوة طاغية مهما تجبرت أو امتلكت من أدوات التدمير والقتل والإجرام، وأن السوريين لن يتنازلوا عن ذرة واحدة من أرضهم ولا عن سيادتهم وثرواتهم، وأنهم ماضون بتحرير أراضيهم من الاحتلال والإرهاب.
يبدو أن إدارة الحرب بحاجة دائماً لمن يقوم بتذكيرها ببعض الحقائق لعل وعسى تتوقف عن المحاولات اليائسة لتحقيق أهدافها وأطماعها الاستعمارية، ومن بينها ما تقوم به هذه الأيام من استهداف لرموز وأبناء العشائر والقبائل العربية في منطقة الجزيرة من خلال حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفذها ميليشيا قسد بأوامر من المحتل الأميركي وبمشاركة سلاحي الطيران والمدرعات لقوات الاحتلال الأميركي.
وتأتي هذه الاعتقالات مع اتساع دائرة المقاومة الشعبية واستمرار الوقفات الاحتجاجية للعشائر والفعاليات الاجتماعية التي تطالب بزوال الاحتلال، كما طلب عدد من ممثلي عشائر وقبائل المنطقة الشرقية في سورية من المنضويين ضمن ما تسمى (قسد) بالانتفاضة والانشقاق عنها والعودة إلى حضن الوطن والالتحاق بأقرب نقطة عسكرية.
وفي نفس السياق لا يختلف ما تقوم به هذه الميليشيا ضدّ المواطنين السوريين عن اعتداءات المحتل التركي، الذي هو الآخر يمارس أبشع أشكال العدوان بحق المدنيين في مناطق احتلاله من قصف وتدمير للقرى والمزارع، وتطهير عرقي، وسرقة للموارد الطبيعية ومحاصيل السكان والأماكن الأثرية، وتغيير المعالم المدنية، وفرض سياسة القهر والتتريك على السكان الذين يرفضون ذلك ويتحدون إجراءات هذا المحتل بكلّ الوسائل المتاحة.
لكنّ أبناء الجزيرة السورية الشرفاء مستمرون في مواجهتهم للإجراءات القمعية من الاحتلالين الأميركي والتركي، و تطوير وتوسيع مقاومتهم وثقتهم تتعزز كلّ يوم بموعد قريب مع النصر النهائي مهما تجاهل الأعداء الدروس والحقائق التي لا تحرقها النيران.
الكنز – يونس خلف