الثورة أون لاين – ادمون الشدايدة:
لطالما وسمت أعمال العنف والتخريب والفوضى الذي قام بها الرئيس الأميركي المهزوم دونالد ترامب أثناء ولايته بأسوأ مرحلة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية بحسب كل المتابعين للشأن الأميركي سواء على الصعيد الداخلي أم على الصعيد الخارجي، فترامب أظهر وجهه القبيح الذي تملؤه شوائب الإرهاب والتطرف، وفاز بلقب الرئيس الأخطر والأسوأ بدرجة امتياز، لما تحمله أفكاره من كراهية وحقد وديكتاتورية تجاه الآخر حتى تجاه منافسيه داخل أميركا.
الانتخابات الأميركية فضحت مزاعم الديمقراطية التي تجاهر بها على الملأ، وعرت المجرم ترامب، بعد أن رفض التسليم بالهزيمة أمام جو بايدن، وأكثر من ذلك عمل على تشريع الفوضى والقتل لتحقيق أهدافه ومحاولة سرقة الفوز من منافسه بايدن، وكان مبنى الكابيتول قد وثق جرائمه تلك في آخر مراحل ولايته بعد أن طلب من مناصريه تأجيج الفوضى والقتل من أجل البقاء أربع سنوات أخرى في البيت الأبيض.
ففي اليوم الثاني لمحاكمته، تم الكشف عن المزيد من جرائم ترامب، حيث عرض “الديمقراطيون” لقطات فيديو جديدة عن اقتحام الكابيتول، أظهرت أنصاره وهم يحرضون على قتل نائبه السابق مايك بنس، حيث حطّم المهاجمون النوافذ، واشتبكوا مع الشرطة قرب الغرفة التي كان بنس يحتمي فيها مع أسرته ونصبوا له حبل مشنقةٍ خارج المبنى.
وفي لقطات من كاميرات مراقبة بعضها لم يعرض من قبل وتسجيلات فيديو وضعها مؤيدو ترامب على الانترنت، يظهر رجال شرطة يصرخون من الألم وبرلمانيون في حالة ذعر ومهاجمون يطلقون تهديدات، وذكّر الاتهام الذي عرض هذه اللقطات أعضاء مجلس الشيوخ المئة الذين يمثلون القضاة والمحلفين والشهود، بأنهم نجوا هم أنفسهم بأعجوبة “من الأسوأ”.
وهذه المشاهد الجديدة عرّت أكثر زيف شعارات الديمقراطية التي تروج الولايات المتحدة لها، وتحت غطائها تعمل على غزو شعوب العالم للهيمنة على قرارها، وسلب ثرواتها ومقدراتها.
واستأنفت المحاكمة التاريخية اليوم في القاعة نفسها التي اقتحمها أنصار ترامب في السادس من كانون الثاني الماضي، وبحسب المحللين فإن احتمالات إقناع ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، لإدانته، فرص ضئيلة، بسبب التشكيك بموقف الحزب الجمهوري الذي يلتف حول ترامب في غالبيته ويتبنى أفكاره التخريبية، لكن الديمقراطيين يأملون التأثير على الرأي العام خلال الجلسات التي تبث مباشرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وعلى خط مواز لمحاكمة ترامب أعلنت مدعية في جورجيا الأربعاء أن تحقيقاً أولياً فتح في “محاولات التأثير على العمليات الانتخابية” في هذه الولاية الأساسية التي مارس فيها ترامب ضغوطاً على مسؤولي الانتخابات للطعن في هزيمته في الاقتراع الرئاسي.
ووجهت المدعية العامة في مقاطعة فولتون في رسالة إلى مسؤولين عدة تفيد أن “هذا التحقيق سيشمل على سبيل المثال لا الحصر، الانتهاكات المحتملة لقوانين الانتخابات في جورجيا التي تحظر الطلب من مسؤولين محليين أو في الولاية، ارتكاب عمليات تزوير أو الإدلاء بشهادات زور”.