الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
إنها كذبات واشنطن الثلاث التي قدح زناد دجلها البنتاغون منذ يومين، أولها عودة الحديث عما أسموه “حماية المنشآت النفطية” ثم “إنهاء المسؤولية عن تلك الحماية” ثم “محاربة داعش”، وهي الكذبات الجديدة القديمة التي تجترها أميركا كمئات الأكاذيب التي ضللت بها العالم على مدى عشر سنوات من الحرب العدوانية الظالمة على السوريين، والتي لم تعد تنطلي على أحد، ولم تعد تقنع أحداً في المعمورة كلها.
فمن قال إن أميركا وقواتها الغازية تحمي نفطنا، أو إن الحكومة السورية أساساً سمحت لها بذلك؟، أو إن القانون الدولي يجيز لها ذلك؟، فهي قوات محتلة ولا يحق لها التصرف بالثروات السورية، ولا حتى حمايتها، ومن قال إن تصريحات جنرالات “البنتاغون” هذه لها محل من الإعراب في قواميس السياسة والقوانين السورية، أو حتى الدولية، فالحماية باطلة أساساً، ولم تطلب الدولة السورية صاحبة الحق والسيادة من أحد في العالم القيام بهذه المهمة.
ما يثير الضحك أن “البنتاغون” يزعم في بيانه، وفي سطور تضليله، أن إدارة بايدن “عدّلت” من أهداف وجود قواتها في سورية، ولنقف مطولاً عند كلمة “عدّلت”، فأين هو التعديل؟ هل أوقفت أميركا دعم “قسد” الانفصالية و”داعش” المتطرفة وبقية أفراخ التنظيمات الإرهابية؟ هل طوت صفحات إرهاب “قيصر” الذي سمته قانوناً وجوّعت ببنوده السوريين وقطعت الدواء والغذاء عنهم؟ هل توقفت عن سرقة الثروات وحرق المحاصيل وقطع المياه والكهرباء وشحن الأسلحة إلى قواعدها غير الشرعية؟.
هل توقفت عن بناء تلك القواعد غير القانونية أم إنها شرعت ببناء المزيد كما حدث في اليعربية منذ ثلاثة أسابيع؟ هل عدلت استراتيجية الفوضى الهدامة؟ وهل حرفت مسار سياساتها نحو أي شيء إيجابي للسوريين؟ هل ساهمت بمحاربة الإرهاب وأوقفت تدمير المدن؟ هل توقفت طائرات تحالفها الدولي العدواني عن قصف الأبرياء؟ هل وهل توقفت عن فعل ألف قصة وقصة يندى لها جبين الإنسانية؟!.
لسنا مذهولين من تضليل المسؤولين الأميركيين الجدد، فقد خبرنا السياسة الأميركية جيداً بمسؤوليها الراحلين والقادمين، بحمائمهم وصقورهم، بديمقراطييهم وجمهورييهم، وخبرنا تفاصيل سرقتهم الموصوفة لنفطنا، وخبرنا جرائمهم وأجنداتهم الاستعمارية جيداً، ومعها فوضاهم الهدامة، ورأينا تهجيرهم لشعبنا، وقرأنا سجلهم الأسود المتخم بكل أساليب العدوان والإرهاب، فهم سارقو النفط وحارقو حقول القمح، وهم المعتدون الذين عليهم ليس فقط تسليم منشآت النفط للدولة السورية صاحبة السيادة على الأرض، بل سحب قواتهم المحتلة من الأراضي السورية، وتعويض السوريين، حتى تستقيم تصريحاتهم مع الحقيقة والواقع، وحتى تتناسب أقوالهم مع القانون الدولي، وبغير هذا فهم يضللون العالم من جديد، وكلامهم هراء بهراء.