الثورة أون لاين- هراير جوانيان:
لقاء اللقب.. يمكن أن يطلق هذا الشعار على القمة المنتظرة بين قطبي (عاصمة الموضة) آ.سي.ميلان وغريمه اللدود إنتر المقررة اليوم الساعة الرابعة عصراً في سان سيرو، إذ يأتي (ديربي الغضب) والفارق نقطة واحدة بين الجارين، في موسم حقاً مختلف بالدوري الإيطالي. ويسعى إنتر لتوسيع الفارق بينه وبين ميلان في صدارة الترتيب لـ4 نقاط، في مواجهة المرحلة 23 من الكالتشيو.
مرت عشر سنوات منذ كانت قمة ميلانو بنفس الأهمية الحالية. فعندما يلتقيان في استاد سان سيرو اليوم ستكون أول مواجهة منذ الثاني من نيسان 2011 مع احتلال الغريمين أول مركزين في المسابقة. وكان موسم 2010-2011 نهاية حقبة لكرة القدم في المدينة. وحقق ميلان اللقب آنذاك لينهي سيطرة إنتر خلال خمس سنوات واكتفى إنتر حينها بكأس إيطاليا لكن بعدها لم يتوّج أي منهما بلقب كبير. وتغيرت الكثير من الأشياء في هذه الفترة واستحوذ على الناديين ثلاث مجموعات مالكة مختلفة وقاد ميلان تسعة مدربين منذ بداية موسم 2010-2011 مقابل 12 مدربا لإنتر. وافتقدت المدينة المجنونة بكرة القدم هذا المستوى من الإثارة قبل مباراة اليوم حيث يتصدر إنتر الدوري بفارق نقطة واحدة عن جاره. ووسط موسم متقلب لجوفنتوس الذي احتكر اللقب في آخر تسع سنوات تصدر إنتر توقعات الكثير من النقاد لتحقيق اللقب هذا العام. لكن هذه أول مرة يصل فيها إنتر للصدارة في النصف الثاني من الموسم منذ أيار 2010 حين توّج بالثلاثية تحت قيادة المدرب جوزيه مورينيو. ويشير سيناريو الموسم إلى وجود فرص قليلة للفصل بين الفريقين في جدول الترتيب. والتقى الغريمان مرتين في موسم 2020-2021 وفاز ميلان 2-1 في الدوري في تشرين الأول قبل أن يثأر إنتر بالفوز بنفس النتيجة في دور الثمانية بكأس إيطاليا في كانون الثاني.
وتصدر الأيقونتان روميلو لوكاكو وزلاتان إبراهيموفيتش العناوين في القمتين السابقتين. وكان الاثنان مسؤولين عن الأهداف الثلاثة في قمة تشرين الأول بينما كان الاشتباك البدني واللفظي بينهما محتداً في آخر مواجهة بالكأس ما دعا الاتحاد الإيطالي للعبة لفتح تحقيق في الواقعة. وسجل إبراهيموفيتش هدفا ثم تعرّض للطرد في هذا اليوم بينما أحرز لوكاكو من ركلة جزاء قبل أن يحسم هدف كريستيان إريكسن من ركلة حرة الفوز لإنتر في الدقيقة 90. وأصبح الصراع بين الزميلين السابقين في مانشستر يونايتد رمزاً لنهضة كرة القدم في ميلانو وظهرت صورتهما في جدار خارج سان سيرو هذا الأسبوع لتجسد التناطح بمباراة الكأس.
ويتصدر كل منهما قائمة الهدافين بالفريقين إذ سجل لوكاكو 16 هدفا بالدوري مقابل 14 لإبراهيموفيتش لكن تأثير اللاعبين أكبر من ذلك حيث يسعى الاثنان لاستغلال شخصيتهما التنافسية لتشجيع بقية اللاعبين في الصراع على اللقب. ويريد ميلان استعادة الصدارة التي فقدها مؤخرا، لاسيما وأنه تربع عليها خلال أغلب فترات هذا الموسم. وتصدر الروزونيري جدول الترتيب منفردا منذ منتصف تشرين أول الماضي، بعد فوزه على إنتر 2-1 في أول دربي هذا الموسم. لكن الفريق تعرض لهزيمة صادمة أمام سبيزيا 0-2 في الجولة الماضية، بينما تغلب إنتر على لاتسيو 3-1 ليتصدر جدول الترتيب بفارق نقطة واحدة.
لا توجد التزامات أوروبية تنتظر إنتر بعد أن ودّع الفريق منافسات دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات، وهو ما قد يمكنه من الحفاظ على طاقته لما تبقى من مباريات هذا الموسم. واستمتع المدير الفني أنطونيو كونتي بالفوز الصعب على لاتسيو، بفضل ثنائية روميلو لوكاكو، حيث عزز الفريق صدارته لأكثر الفرق تسجيلاً للأهداف هذا الموسم بـ54 هدفا حتى الآن.
يذكر أن الفريقان تقابلا (195) مرة في الدوري فاز الإنتر في (74) مباراة وميلان في (63) وكان التعادل سيد الموقف في (58) مباراة . وسجل الإنتر (283) هدفاً مقابل (259) لميلان. وفي مجمل لقاءاتهما الـ (227) فاز الإنتر (83) مرة وميلان في (77) وتعادلا (67) مرة وسجل الإنتر (312) هدفاً مقابل (304) لميلان.