الثورة – جاك وهبه
في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية التي تمر بها سوريا، تتكاثر جملة من الظواهر السلبية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين وصحتهم، ومن أبرز هذه الظواهر ظاهرة تهريب السلع، خاصةً المياه المعبأة والمشروبات الأخرى.
هذه المنتجات التي تدخل الأسواق السورية بطرق غير شرعية وغير نظامية أصبحت مصدر قلق كبير لدى الجهات المعنية، خصوصاً جمعية حماية المستهلك، التي عبرت عن استيائها من استمرار هذه الممارسات وتأثيرها السلبي على سلامة المستهلكين.
وفي تصريح خاص لصحيفة الثورة، أعرب أمين سر جمعية حماية المستهلك بدمشق وريفها، عبد الرزاق حبزة، عن قلقه بشأن دخول كميات من المياه والمشروبات إلى الأسواق السورية بطرق غير قانونية، دون خضوع هذه المنتجات للفحوصات والتحاليل اللازمة، وبيّن أن هذه المنتجات التي تُدخل عبر قنوات تهريب غير شرعية قد تشكل خطراً داهماً على صحة المستهلكين، وهي لا تلتزم بالمعايير الصحية المعتمدة محلياً.
وأوضح حبزة أن الإنتاج المحلي من المياه المعبأة كافٍ لتلبية احتياجات السوق السورية، ما يعني أن مشكلة تهريب المياه والمشروبات لا تقتصر على نقص في العرض، بل على غياب الرقابة والتنظيم في هذا القطاع. مشيراً إلى أن دخول هذه المنتجات المهربة، سواء كانت مياه معدنية أو مشروبات غازية أو طاقة، قد يضع حياة المستهلكين في خطر حقيقي، خصوصاً أن هذه المنتجات قد تكون تعرضت لظروف تخزين أو نقل غير آمنة، ما قد يؤدي إلى تلفها وتحولها إلى مواد ضارة.
وأكد حبزة أن المياه المعبأة، حتى وإن كانت محلية، قد تصبح غير صالحة للاستهلاك إذا تم تخزينها أو نقلها في ظروف غير ملائمة، خاصةً في درجات حرارة مرتفعة أو تحت أشعة الشمس المباشرة، ففي مثل هذه الحالات، قد تؤدي هذه الظروف إلى فقدان صلاحية المياه وتحولها إلى مواد قد تحتوي على بكتيريا أو مركبات ضارة تؤثر سلباً على صحة الإنسان. وشدد على ضرورة توعية المواطنين بعدم شراء أو استهلاك المنتجات المهربة التي تدخل السوق بشكل غير نظامي، ودعا جميع أفراد المجتمع إلى الالتزام بالمنتجات التي تخضع للتحاليل والرقابة الصحية، من أجل ضمان صحتهم وسلامتهم، ولفت إلى أن التوعية تلعب دوراً حاسماً في الحد من انتشار هذه المنتجات، مطالباً المواطنين بأن يكونوا على وعي بأن صحتهم هي مسؤوليتهم أولاً وأخيراً.
وأكد حبزة أن جمعية حماية المستهلك تتابع موضوع المياه المعبأة والمشروبات المهربة عن كثب، وأنها على تواصل دائم مع الجهات المعنية لمتابعة هذه القضايا واتخاذ الإجراءات اللازمة، وأوضح أن الجمعية تدعو إلى ضرورة وجود جهة مسؤولة وواضحة تنظم استيراد هذه المنتجات وضمان سلامتها.