الثورة – فؤاد الوادي:
جاءت جلسة مجلس الأمن أمس حول الأوضاع في سوريا، لتعكس الثقة المتنامية باضطراد التي توليها دول العالم للدولة السورية الجديدة وللجهود الحثيثة التي لا تزال تقوم بها دمشق على كل المستويات، من أجل إرساء بيئة آمنة وهادئة تكون صالحة لإنتاج كل مقومات الاستقرار والاستثمار والتعافي السريع، بدءأ من مواصلتها التعامل بكل صبر واحتواء لملفات الشمال والجنوب وللممارسات الإسرائيلية، وليس انتهاء بجهودها الدبلوماسية والسياسية التي تضطلع بها في المنابر الإقليمية والدولية لتعزيز علاقاتها وانفتاحها على العالم.
الباحث السياسي المحامي جواد خرزم وفي قراءة لجلسة مجلس الأمن الدولي حول سوريا أمس، أكد لصحيفة الثورة، أن الاهتمام الدولي بسوريا بدا لافتاً خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، وهذا يجسد حقيقة الثقة بالدولة السورية الجديدة التي واجهت الكثير من التحديات خلال المرحلة الماضية والتي أشار إليها مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي، بقوله: “إن سوريا دخلت مرحلة جديدة من العمل السياسي والمؤسساتي تستند إلى إرادة شعبية حقيقية، وأن انتخابات مجلس الشعب الأخيرة شكلت فرصة سياسية حقيقية للسوريين وجسدت التزام الحكومة بملء الفراغ التشريعي وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس جديدة حيث شكلت فرصة سياسية حقيقية للسوريين لأول مرة منذ عقود، وتم تصميمها لتتناسب مع الواقع الموروث من حقبة النظام البائد، في ظل وجود ملايين المهجرين وفقدان وثائقهم الرسمية، ومجتمع يكافح لإعادة بناء مؤسساته، كما أن الأسبوع رفيع المستوى في الأمم المتحدة مؤخراً شكل محطة فارقة في عودة سوريا القوية إلى المنظمة الدولية، مضيفاً أن سوريا اليوم حاضرة فاعلة، تنصت وتحاور وتقرر”.
وقال خرزم إن حديث العلبي عن ملف السويداء، يندرج في هذا السياق أيضا،حيث أوضح أن الحكومة السورية تواصل التزاماتها في المحافظة، وتعمل على بلسمة جرحها، كما تم منح لجنة التحقيق الدولية وصولاً غير مقيّد، وبدأت خطوات المحاسبة، كما انطلقت أعمال ترميم القرى، وجمع السوريون في حملة شعبية تحت اسم “السويداء منا وفينا” أكثر من 14 مليون دولار، و”هذا ليس منّة، بل هو حق. وفي سياق الثقة الدولية المتنامية في إجراءات وسياسات الدولة السورية الجديدة، بين خرزم أن عودة أكثر من مليون لاجئ عادوا إلى سوريا، تمثّل رسالة ثقة بسياسات وإنجازات الحكومة.
أما في سياق الثقة العربية المتصاعدة تجاه سياسات دمشق فقد أكدتها، بحسب خرزم، كلمات المجموعة العربية خلال الجلسة دعمها الكامل لسوريا، حيث أعرب نائب المندوب الدائم لسلطنة عمان في الأمم المتحدة خالد بن صالح الربخي، في كلمته باسم المجموعة العربية، عن تضامن المجموعة الكامل مع سوريا ودعمها الثابت لوحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها، مثمناً جهود الحكومة في بسط الأمن وتعزيز المصالح الوطنية.
كما أشادت المجموعة بجهود الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب وتعزيز التنمية، ورحبت بالانتخابات البرلمانية الأخيرة كخطوة لترسيخ الحياة الدستورية، وداعية لدعم الشعب السوري في مسيرته نحو السلام والاستقرار والتنمية.
أما فيما يتعلق بتنامي حجم الثقة الدولية بالدولة الجديدة وقراراتها وسياساتها خلال المرحلة الماضية، فقد جسدتها، بحسب الباحث السياسي كلمات مندوبي أميركا وفرنسا وبريطانيا وروسيا، حيث، أشاد مندوب الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة مايك والتز بتعاون سوريا مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وجهودها للتخلص من برنامج الأسلحة الكيميائية، وبتعزيز علاقاتها مع دول الجوار لتحقيق السلام والأمن في المنطقة، وهذا ما أكده أيضاً مندوب بريطانيا في الأمم المتحدة جيمس كاريوكي حيث أشار إلى أن الانتخابات التشريعية الأخيرة شكلت حدثاً مهماً، وإلى جهود الحكومة السورية في الحفاظ على زخم الانتقال السياسي، وإلى اتفاق العاشر من آذار بين الحكومة السورية وقوات “قسد”.
كذلك أشادت فرنسا بالعملية السياسية في سوريا، كونها تبعث على الأمل، مع بدء مسار شفاف لبناء سوريا موحدة ومتنوعة، وهذا ما أعرب عنه أيضاً مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، من خلال ترحيبه بانتخابات مجلس الشعب التي جرت مؤخراً، كونها خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار السياسي.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي عقد أمس جلسة حول الأوضاع في سوريا، حيث أكد مندوبو الدول الأعضاء على دعم الدولة السورية، وأشادوا بالإجراءات والخطوات التي تقوم بها دمشق، لاسيما انتخابات مجلس الشعب.