بريطانيا.. حنين إلى الاتحاد الأوروبي وشعور باليتم الجيوسياسي

الثورة-منهل إبراهيم:

تسعى الحكومة العمالية البريطانية، التي انتخبت العام الماضي على أساس برنامج تعهد بـ”علاقة محسنة وطموحة مع الشركاء الأوروبيين”، إلى مد جسور التواصل المنتظم والجديد مع الاتحاد الأوروبي. ولا يوجد دليل واضح على عودة بريطانيا الكاملة إلى الاتحاد الأوروبي، لكن هناك بعض المؤشرات على وجود “حنين” نحو التعاون الوثيق، مثل مبادرات الاتفاقيات التجارية وتنقل الشباب، بالإضافة إلى أن بعض الاستطلاعات تشير إلى وجود دعم متزايد للفكرة بين الجمهور البريطاني.

وفي هذا السياق كتبت صحيفة الغارديان البريطانية، مقالاً بعنوان “تتوق بريطانيا فجأة إلى علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي، ومن المرجح أن تُقابل بتجاهل”، مستهلة بالحديث عن الإلحاح البريطاني لإعادة ضبط العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في سبيل دفع عجلة النمو، وما يقابله من عدم مشاركة الاتحاد الأوروبي لندن الشعور بالإلحاح الذي تبديه الآن، مؤكدة أن “الحماس من جانب واحد لا يكفي لإحراز تقدم ملموس”.

وتقول الغارديان إن الوزراء البريطانيين يبدون “حماسة، بل ونفاد صبر” تجاه تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، من خلال ربطهم خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي بالمتاعب الاقتصادية التي تواجهها بريطانيا. وتشير الصحيفة البريطانية إلى تفاوض بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي على عدة اتفاقيات، تشمل “مصائد الأسماك والأغذية الزراعية والطاقة والدفاع”، إضافة إلى “برنامج تجربة الشباب”، وفي الوقت ذاته، يؤكد وزير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة ضرورة إحراز تقدم سريع في هذه المفاوضات. وتستعرض الغارديان أربعة أسباب لهذا الإلحاح البريطاني، أولاً، الحكومة البريطانية تستخدم الآثار الاقتصادية السلبية لـ”بريكست” كحجة لمهاجمة نايجل فاراج، الذي كان من أبرز دعاة الخروج من الاتحاد الأوروبي، ثانياً، اقتراب موعد الميزانية، وما يترتب عليه من ضرورة إقناع مكتب مسؤولية الميزانية بإدراج برنامج تجارب الشباب في توقعاته، ثالثاً، مواجهة صادرات المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي احتمال فرض رسوم جمركية مع دخول آلية الاتحاد الأوروبي لتعديل حدود الكربون حيز التنفيذ في يناير/ كانون الثاني 2026، وأخيراً، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريباً بشأن برنامج “العمل الأمني لأوروبا”، فإن بريطانيا تُخاطر بفقدان فرصة التقدم بعطاءات في الجولة الأولى من العقود.

وتوضح الغارديان أن “حماس لندن لن يضمن التقدم”، نظراً لوجود عقبات يجب التغلب عليها، إضافة إلى أن “الاتحاد الأوروبي لا يُشارك لندن الشعور بالإلحاح الذي تبديه الآن، وأنه لدى حكومات الاتحاد الأوروبي العديد من الأولويات الأخرى”. وترى الغارديان أن “معظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لا ترغب في تقديم خدمة للمملكة المتحدة ومساعدتها على الازدهار خارج الاتحاد”، مؤكدة على أن “الحماس قد يتحول إلى إحباط عندما تدرك المملكة المتحدة أن أولوياتها ليست بالضرورة مشتركة”. من جانبها، أوضحت شبكة الأخبار البريطانية “بي بي سي” أن الحكومة البريطانية الحالية استبعدت احتمال عودة المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، لكن بعض المحللين يرون أن هذا قد يتغير إذا أثبتت بريطانيا استقلالها الاقتصادي والدبلوماسي، ويرى آخرون أن الحنين إلى العودة يختلف عن حقيقة العودة الفعلية، وأن بريطانيا تسعى حالياً إلى إعادة تعريف دورها في العالم خارج الإطار الأوروبي.

وفي إشارة رمزية للحنين نحو الاتحاد الأوروبي قال كالوم ميلر، المتحدث باسم الشؤون الخارجية في حزب الديمقراطيين الليبراليين، إنه يعرف شركات “تعضّ على أناملها من الغضب، لأنها غير قادرة على الاستفادة من فرص العمل والتجارة مع أوروبا”. ويرى ميلر أن اتفاق الشراكة الأمنية يمثل فرصة كبيرة للصناعات الدفاعية البريطانية، لكنه أضاف: “وبنفس القدر من الأهمية، فإنها فرصة استراتيجية جديدة لبريطانيا لتكون جزءاً من النقاش المستمر حول كيفية تعزيز تسليح القارة”.

وقبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كان رؤساء الوزراء البريطانيون يتوجهون إلى بروكسل أربع مرات في السنة أو أكثر للمشاركة في قمم مع قادة مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء الـ27، وكانت المفاوضات تمتد حتى ساعات الليل المتأخرة، لكن تلك القمم توقفت تماماً بعد الـ”بريكست”. ويؤكد محللون أن عودة بريطانيا إلى حضن الاتحاد الأوروبي خلال السنوات المقبلة سؤال يناقشه الرأي العام في بريطانيا بحماس، بينما تستمر الطبقة السياسية في التعاطي معه بنوع من الاحتشام، أو في صمت كما يجري مع حزب المحافظين، وقد تقف عوامل متعددة منها انتقال العالم إلى حرب باردة جديدة، مشيرين إلى أن علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي هي علاقة زواج غير مستقرة، منذ انضمامها إلى صفوفه سنة 1973، حيث رسمت لنفسها سياسة لا تلتقي دائماً مع توجهات الاتحاد، حتى انتهى الأمر إلى الفراق.

آخر الأخبار
عودة الحياة إلى مدرسة الطيبة الرابعة في درعا  نقيب معلمي سوريا يزور ثانوية مزيريب بعد حادثة الاعتداء   القبض على خلية إرهابية بعملية محكمة في اللاذقية  الشرع يبحث مع وزير الدفاع وقادة الفرق المستجدات على الساحة الوطنية  تحذيرات من "خطر "تناقص المياه  "نبض سامز": تدريب مكثف لرفع كفاءة الأطباء في إنقاذ الأرواح  النيرب معقل الوردة الشامية في حلب.. تعاون زراعي لتطوير الإنتاج  محافظة حلب تخصص رقماً هاتفياً لتلقّي الشكاوى على المتسوّلين   الاستجابة الطارئة لمهجري السويداء تصل إلى 84 ألف مهجر في مراكز إيواء درعا   صدور النتائج الأولية لانتخابات مجلس الشعب عن دائرتي رأس العين وتل أبيض  عودة 400 لاجئ من لبنان ضمن العودة الطوعية من الغياب الى الاستعادة.. إدلب تسترجع أراضيها لتبني مستقبلاً من النماء  "التربية": كرامة المعلم خط أحمر والحادثة في درعا لن تمر دون عقاب البيانات الدقيقة.. مسارات جديدة في سوق العمل خطّة التربية والتعليم".. نحو تعليم نوعي ومستدام يواكب التطلعات سرقات السيارات في دمشق... بين تهاون الحماية وانتعاش السوق السوداء فرنسا تصدر مذكرة توقيف ثالثة بحق المخلوع "بشار الأسد" إعادة تأهيل معبر الرمثا..رافعة للتنمية والاستقرار في الجنوب افتتاح مسجد "أبو بكر الصديق" بعد إعادة تأهيله في بلدة التح محافظ حلب: 842 شكوى تسوّل خلال شهرين واستجابة ميدانية تتجاوز 78بالمئة