الثورة – سيرين المصطفى:
شهدت بلدة التح بريف إدلب الجنوبي، افتتاح مسجد “أبو بكر الصديق” بعد إعادة تأهيله بالكامل من قبل إحدى المنظمات الإنسانية، بعد أن تعرض لأضرار نتيجة سنوات من القصف والنزوح.
وجاء الافتتاح وسط فرحة كبيرة بين أهالي البلدة، الذين أعربوا عن سعادتهم بإعادة الحياة إلى المسجد.
وفي تصريح خاص لصحيفة الثورة، قال عبد السلام محمد اليوسف، ناشط إنساني في مجال الإغاثة والإيواء وأحد أبناء بلدة التاح، إن مسجد أبو بكر الصديق يقع في وسط البلدة، وقد تعرض للقصف قبل نزوح السكان، حيث لحقت به أضرار نتيجة القذائف والغارات الجوية.
وأشار الناشط إلى أن الجزء العلوي من المسجد تدمر بالكامل، ومع عودة الأهالي بعد التحرير، لم يجدوا أي مسجد يصلح للصلاة سوى هذا المسجد، خاصة أن أرضيته كانت لا تزال قائمة.
وتابع اليوسف أن مناشدات عدة أُرسلت إلى الجمعيات والمنظمات الإنسانية العاملة في هذا المجال، مضيفاً أنه وبالتنسيق مع مديرية أوقاف خان شيخون ومديرية الأوقاف في إدلب، تم تكليف جمعية أنصر الخيرية، المدعومة من فاعل خير في تركيا، بترميم المسجد وتجهيزه بالكامل.
ونوه السيد عبد السلام إلى أن سكان البلدة أعربوا عن سعادتهم بهذه الخطوة، خاصة أن المسجد قبل الترميم لم يكن يتسع لجميع المصلين، بينما أصبح اليوم جاهزاً لاستقبال المصلين من داخل البلدة وخارجها.
وكانت محافظة إدلب قد أعلنت في وقت سابق عن افتتاح مسجد الصديق في قرية الرامي بعد انتهاء أعمال الترميم والتأهيل، بحضور مدير ناحية إحسم مروان الحمادة، ومدير شعبة أوقاف أريحا الشيخ معتز رموض، في أجواء احتفالية تعكس عودة الحياة الدينية إلى القرى التي أنهكتها الحرب.
وفي السياق نفسه، أشارت إلى متابعة أعمال الترميم والإنشاء في جامع داوود الذي يُعد من أكبر المساجد في شمال سوريا، حيث جرى تنفيذ المرحلة الأخيرة من أعمال الصبّ الإنشائي بإشراف مباشر من مدير أوقاف إدلب عبد الحميد الخلف، والمهندس مصطفى حاج قدور، مدير مديرية الهندسة في وزارة الأوقاف، إلى جانب شحود عبد العزيز، مدير مدينة باب الهوى الصناعية، ضمن متابعة ميدانية دقيقة تضمن التزام المشاريع بالمعايير الهندسية والفنية المعتمدة.
وأوضحت محافظة إدلب في بيان رسمي أن هذه المشاريع تأتي ضمن خطة وزارة الأوقاف لإعادة تأهيل دور العبادة المتضررة في مختلف مناطق المحافظة، مشيرةً إلى أن تنفيذ الأعمال يتم وفق أعلى معايير الجودة وتحت رقابة هندسية صارمة، لضمان سلامة الأبنية ومطابقتها للشروط الفنية والجدول الزمني المحدد.
تُعد عودة المآذن إلى سماء إدلب وريفها رمزاً لعودة الحياة بعد الحرب، ورسالة تؤكد أن السوريين ماضون في استعادة روحهم وهويتهم رغم سنوات الدمار. فالمساجد التي كانت شاهدة على القصف والنزوح، باتت اليوم عنواناً لإرادة الإعمار والاستقرار، ومؤشراً على عودة الإيمان بقدرة المجتمع على النهوض من جديد، مستنداً إلى قيمه الدينية والإنسانية العميقة.