الثورة – ناديا سعود:
في خطوة جديدة لتعزيز قدرة الكوادر الطبية على التعامل مع الحالات الطارئة، أطلقت هيئة سامز للتعليم الطبي حملة تدريبية مكثفة امتدت على مدار شهر كامل بعنوان “نبض سامز ، استهدفت الأطباء المقيمين في عدة محافظات سورية، شملت: حلب، طرطوس، حماة، ودير الزور، وأسهمت في تدريب حوالي 110 أطباء من مختلف التخصصات.
منسق برامج التدريب في سامز، الدكتور سامر السليم أوضح في حديثه لـ “الثورة” أن الحملة تهدف إلى تحديث المعلومات الطبية وتعزيز المهارات العملية للأطباء في مواجهة الحالات الحرجة، مؤكداً أن التدريبات تشمل تزويد الأطباء بأساسيات دعم الحياة الأساسي (BLS) ودعم الحياة القلبي المتقدم (ACLS)، وهو ما يعزز من قدرتهم على التعامل مع حالات الطوارئ بكفاءة عالية، خاصة في المناطق النائية مثل دير الزور التي تعاني من صعوبة الوصول إليها بسبب المسافات الطويلة.
وتضمنت الحملة تدريبات عملية ونظرية باستخدام أجهزة محاكاة متطورة، حيث قام أطباء مختصون من سامز بتقديم ورش عمل مكثفة، تركزت على: مهارات الإنعاش القلبي الرئوي، إدارة اضطرابات النظم القلبية، كيفية إعطاء الأدوية القلبية، الصدمات الكهربائية، والتنبيب الرغامي.
أحد المدربين المشاركين، الدكتور عبد الله الحجي أكد أن هذه التدريبات تمثل خطوة حاسمة في تحسين قدرة الأطباء على اتخاذ الإجراءات السريعة والصحيحة في المواقف الطارئة، وهو ما قد يكون الفاصل بين الحياة والموت، وأضاف أن التدريب يعزز الثقة المهنية لدى الأطباء في التعامل مع الحالات الحرجة التي تتطلب سرعة عالية في اتخاذ القرارات.
تجارب حية
في دير الزور، التي شهدت ظروفاً صعبة في السنوات الماضية، استهدفت الحملة تدريب أطباء في ثلاث مستشفيات رئيسية هي: المشفى الوطني، المشفى العسكري، ومشفى الهوينة، حيث شارك حوالي 40 طبيباً مقيماً في دورة تدريبية استمرت ثلاثة أيام، تجمع بين المحاضرات النظرية والتطبيقات العملية باستخدام أجهزة محاكاة متقدمة.
وعبّرت الطبيبة المقيمة لارا بربر عن مدى استفادتها من التدريب، حيث قالت: كان التدريب مفيداً جداً، خاصة في تطبيقات الإنعاش القلبي المتقدم، أصبحنا نتمتع بمهارات جديدة تزيد من قدرتنا على التعامل بثقة أكبر مع الحالات الطارئة، وأضافت بربر أنها لم تكن تجد سابقاً مراكز تدريب ذات تقنيات متطورة، بينما اليوم أصبح من السهل الوصول إلى التدريب بأحدث الأجهزة والمحاكاة.
أما الطبيبة المقيمة في الطوارئ، رهف دهيمش فقد أكدت أن التدريب ساعدهم في توحيد المعلومات والمهارات بين الأطباء، وهو ما يسهم بشكل مباشر في رفع مستوى الرعاية الطبية في الحالات الحرجة.
خطط المستقبل
من جهته، مدير المكتب الإعلامي في سامز، محمد الشيخ يوسف أكد لـ “الثورة ” أن هناك خططاً مستقبلية لتوسيع نطاق التدريب، حيث ستُنشأ مراكز محاكاة طبية في عدد من المحافظات السورية، على غرار مركز المحاكاة في إدلب الذي يعد من المراكز المتطورة في البلاد.
من خلال حملة “نبض سامز”، تواصل الهيئة جهودها في تعزيز مهارات الكوادر الطبية السورية، مما يساهم في رفع مستوى الرعاية الصحية في أقسام الطوارئ والعناية المركزة، ويضمن تقديم أفضل سبل العناية الطبية للمرضى في مختلف أنحاء سوريا.