الثورة – نورما الشيباني:
تواجه الأسر تحديات كبيرة، تثقل كاهلها مع اقتراب فصل الشتاء، حيث تزداد احتياجاتها لتشمل مصاريف التدفئة و المؤونة الشتوية، إضافة إلى شراء “الكسوة” الشتوية، وجميعها متطلبات ضرورية يقف رب الأسرة عاجزاً عن تلبيتها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتراجع القدرة الشّرائية أمام تحليق الأسعار المستمر.
في جولة لمراسلة صحيفة “الثورة” على أسواق طرطوس رصدت فيها أسعار الملابس الشتوية التي تتفاوت بناء على نوع القطعة وجودتها، حيث تم عرض طقم ولادي بـ 150 ألف و حسب البائع هو من النوع المتوسط، فيما وصل سعره في محل آخر إلى 250 ألفاً.
كما سجل سعر جاكيت الأطفال بين 50 إلى 200 ألف ليرة حسب جودته، وسعر البنطال بين 75 و 100 ألف، فيما سجلت أسعار البيجامات من النوع الجيد 150 ألف ليرة، وبلغ سعر الجاكيت الشتوي للكبار بين 200- 500 ألف بشكل متوسط، و الطقم الرجالي و النسائي بين 200و 600 ألف وما فوق، في حين سجل بنطال الجينز للكبار بين 150 و 300 ألف، و الكنزة بين 150و 250 ألفاً.
في محال الأحذية لم يختلف الحال، إذ سجل سعر حذاء الأطفال بين 100 إلى 300 ألف ليرة، و حذاء الكبار من 150 ألف إلى 500 ألف فما فوق.
مقصد الفقراء
في لقاء مع عدد من المواطنين، ومنهم سوسن محمد، وهي أم لثلاثة أطفال، حدثتنا عن المتاعب التي تواجهها في تأمين “كسوة” الشتاء لأطفالها هذا العام، فالأسعار مرتفعة و الدخل محدود لا يغطي النفقات اليومية، لذلك تبحث عن خيارات متاحة، وهذا ما يدفعها إلى التوجه نحو سوق الملابس المستعملة “البالة”، حيث الأسعار أقل نسبياً، أو إلى الأسواق الشعبية والبسطات رغم علمها مسبقاً أنها لن تحصل على بضاعة بجودة عالية.
و أكد أبو محمد، وهو أب لأربعة أطفال، أن معظم الأسر عاجزة عن شراء “كسوة” الشتاء، ولابد من إيجاد حل يساعد أصحاب الدخل المحدود، إن كان عن طريق مبادرات أو جهود مشتركة من قبل المعنيين والمجتمع المحلي، وذلك لدعم الأسر، وتعزيز قدرتها على تحمل فصل الشتاء في هذه الأوضاع الصعبة.
ارتفاعٌ يعزز الركود
من جانبه، أوضح محمد حسن، صاحب محل ألبسة في مدينة طرطوس، وجود ركود، سببه غلاء الأسعار الذي يعود إلى ارتفاع كلفة التصنيع والمواد الأولية وأجور العمال والشحن، و قلة الطاقة والمحروقات.
و لفت إلى أن البضاعة في محله مكدسة و الركود هو السائد، منوهاً بأن ارتفاع الأسعار، سيضر بالصناعيين و لن يعود بالفائدة المرجوة، بل سينتج عنه تجميع كميات كبيرة من الملابس في المحال، ويعزز الركود و تفاقم الكساد.
رقابة ومتابعة
بدوره، أكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس واللاذقية، عبد الوهاب السفر، أن دوريات حماية المستهلك تقوم بعملها الروتيني بشكل عام على جميع الفعاليات في الأسواق، ومن ضمنها محلات الألبسة.
وبيّن أن دوريات الرقابة تركز على الإعلان عن أسعار الملابس، بشكل عام للمستهلكين ومدى مطابقة الإعلان عن السّعر مع فواتير الشّراء، والتأكيد على وجود فواتير بيع وشراء لدى تجار الألبسة. وفي حال وجود أي شكوى بحق فعاليات الألبسة، تقوم الرقابة التّموينية بالتحقق من وجودها، وتنظم الضّبط اللّازم في حال ثبوت مخالفة تموينية وفق الأصول.