الثورة – إيمان زرزور:
أكد الدكتور عبد الحميد الخالد، معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي لشؤون الطلاب، أن القرار رقم (274) الصادر مؤخراً بشأن مقرر “الثقافة القومية” يستند إلى الخطط الدراسية القديمة، ولا يعني اعتماده بصيغته الحالية في الجامعات السورية، موضحاً أن الوزارة تعمل على إعادة صياغة المقرر بشكل كامل بما ينسجم مع المفاهيم الحديثة للثقافة الوطنية والمواطنة.
وأوضح الخالد، في تصريح اليوم الخميس 23 تشرين الأول/أكتوبر، أن التوجه الجديد يهدف إلى تطوير المحتوى الفكري للمقرر ليعكس قيم الانتماء والوعي والمسؤولية الوطنية، بأسلوب معاصر يتناسب مع تطور المناهج الجامعية ورؤية الدولة الجديدة في بناء الإنسان والمعرفة.
ولفت إلى أن لجنة أكاديمية متخصصة تعمل على دراسة الخيارات الممكنة، ومن بينها إلغاء المقرر نهائيًا أو دمجه ضمن مساقات الثقافة العامة الحديثة، بما يخدم أهداف التعليم الجامعي ويواكب عملية تحديث المناهج، مؤكداً أن جميع التعديلات ستتم ضمن الأطر القانونية المعتمدة في مجلس التعليم العالي وبما يحقق المصلحة الوطنية والتعليمية العليا.
وشدد معاون الوزير على أن وزارة التعليم العالي حريصة على تحديث المقررات العامة لتعكس واقع المجتمع السوري الجديد وتواكب احتياجات الطلبة، مشيراً إلى أن الجامعة يجب أن تبقى مؤسسة فكرية وثقافية تُسهم في بناء وعي وطني ناضج بعيداً عن التلقين الأيديولوجي الذي ساد في المراحل السابقة.
ويُذكر أن مجلس التعليم العالي كان قد أصدر القرار رقم (274) بتاريخ 22 تشرين الأول/أكتوبر 2025، ونصّ على أن مقرر الثقافة القومية سيُدرّس مؤقتاً في الفصل الثاني من العام الدراسي 2025-2026 في المعاهد التقانية والجامعات الحكومية، إلى حين الانتهاء من تعديل مفرداته ومحتواه الفكري.
ويأتي هذا التوجه بعد إعلان وزير التربية مؤخراً عن نية الحكومة إلغاء مادة “التربية القومية” من المناهج الدراسية، والتي كانت خلال حقبة نظام الأسد المخلوع، مادة أيديولوجية تكرّس خطابات سياسية وشعارات شخصية بعيدة عن جوهر المعرفة الوطنية، في خطوة تُعدّ إصلاحاً تربوياً وثقافياً يسعى إلى ترسيخ هوية سورية جديدة تقوم على الفكر الحر والمواطنة الواعية.